جوزيف كوديلكا.. "الغجر" كغرباء دائمين

03 ابريل 2019
(من المعرض)
+ الخط -

الترحال ربما تكون المفردة المناسبة لوصف تجربة وزاوية نظر المصوّر التشيكي جوزيف كوديلكا (1938) منذ أن التقط صوره الأولى عندما كان طالباً عام 1950، وربما لذلك اختار المسرح في براغ والغجر كموضوعَين أساسيّين في بداية مشواره تفرّغ لهما عدّة سنوات.

ضمن ترحاله الممتدّ، سافر إلى العاصمة اللبنانية مع نهاية الحرب الأهلية عام 1991، بهدف تصوير وسط المدينة ما بعد الحرب، والتي وثّقها في معرضه "الجدار/ بيروت"، والذي ضمّ أيضاً أعمالاً لزياراته إلى فلسطين بين عامَيْ 2008 و2012، حيث التقط صوراً لجدار الفصل العنصري.

ضمن فعاليات الدورة الثامنة من "مهرجان الصورة"، يتواصل في "المتحف الوطني الأردني" في عمّان معرض "الغجر" لجوزيف كوديلكا الذي افتتح أول أمس الإثنين ويتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري، بتنظيم من "دارة الفنون" و"المعهد الثقافي الفرنسي" و"وكالة ماغنوم للصور".

من المعرضبين سنتيْ 1962 و1971، سافر المصوّر عبر مسقط رأسه تشيكوسلوفاكيا، ومنها إلى رومانيا الريفية، وهنغاريا وفرنسا وإسبانيا وكان موضوع صوره الرئيسي هو الغجر الرومان، منجذباً بأسلوب حياتهم، طقوسهم وعاداتهم، حيث اتخذ أسلوب الحياة المترحّل نمط عيشه، وغالباً ما كان يسافر لا يحمل معه سوى الكاميرا، وحقيبة ظهر، وحقيبة النوم.

صور المعرض تعكس بساطة حياة الغجر، حيث أنه لا يسلّط الضوء على وضعهم كمشكلة اجتماعية ينبغي إصلاحها بطريقة أو بأخرى، وبدلاً من ذلك، فإنه يظهر الغجر كغرباء دائمين، ويظهر حياتهم كمزيج بدائي من الغبطة والحزن والغموض.

نُشرت هذه الأعمال في كتابه الأول الذي حمل عنوان "الغجر" أيضاً، ويعتبره أفضل ما أنجزه إلى اليوم، وجميع صوره بالأبيض والأسود، وحين أراد وصف تجربته هذه قال: "لمدة سبعة عشر عاماً لم أدفع إيجار سكن. حتى الغجر كانوا آسفين لي لأنهم اعتقدوا أنني كنت أفقر منهم؛ في الليل كانوا في قوافلهم وكنت الرجل الذي كان نائماً خارج السماء".

رغم أنه تلقّى تحذيرات عديدة لعدم خوض التجربة لأن "الروما" (المصطلح الذي يُطلَق على الغجر منذ عام 1962) سيحاولون سرقة أمواله أو خداعه بطريقة ما، بحسب هؤلاء المحذرين، إلا أنه ذهب إليها بملء إرادته، وكان منجذباً لتصوير يومياتهم، وأهم ما يعيشونه من أجله وهو الموسيقى وشغفهم بأسلوب حياتهم نفسه.

المساهمون