"الشاه والعلماء".. قصة مسجدين في أصفهان

09 مايو 2019
(مسجد الشاه في أصفهان)
+ الخط -

اشتهر الفن الصفوي في القرن السادس عشر، بمخطوطاته الاستثنائية والمزخرفة بطريقة جديدة لم تكن مألوفة من قبل، وكذلك عُرف ذلك العصر بعمارة رائدة في ما يتعلّق بأضرحة السلاسة الحاكمة.

ورغم تلك الروعة في الفنون، كان بناء المساجد يخضع لنقاشات من نوع مختلف، لا علاقة بها بالفن واختيار الأسلوب والنمط المعماري والتصميم والألوان، فحين يتعلّق الأمر ببناء "مسجد الجمعة"، حيث تقام صلاة الجماعة يوم الجمعة، كانت أسئلة قانونية ودينية هي موضع النقاش.

الباحثة ربى كنعان المتخصّصة في تاريخ الفن الإسلامي، تدرس العلاقة بين السرديات التاريخية حول الريادة المعمارية الصفوية، وحول مساجد الجمعة والخطاب القانوني لصلاة الجمعة، وفقاً لبيان المحاضرة التي سوف تلقيها في "معهد كورتولد للفن" في لندن عند السادسة من مساء اليوم الخميس.

تحت عنوان "الشاه والعلماء: قصة مسجدين في أصفهان الصفوية"، تبحث كنعان في الآراء التي صاغها علماء الشيعة في القرن السادس عشر حول أداء صلاة الجمعة وعلاقتها بغيبة الإمام، وتأثير هذه النقاشات في الإشراف على عمارة مسجدي جمعة في أصفهان هما: مسجد أصفهان الكبير، ومسجد الشاه في عهد الشاه عباس الأول عام 1611.

من الناحية النظرية، تقدّم كنعان دراسة مقارنة في أساليب رعاية بناء مساجد الجمعة، وتضع أساليب البناء الصفوية في إطار مقارن مع نقاشات مماثلة بين علماء السنة صاغت البنى المعمارية للمساجد وغيرها في بغداد والقاهرة واسطنبول.

المحاضرة واحدة من سلسلة سنوية تقام تحت عنوان "إيران إعادة-بحث"، وتدعو الفنانين والقيمين والباحثين إلى التفكير من جديد في مسارات إنتاج المعرفة في الثقافات المادية والبصرية في إيران، بهدف صياغة مقاربات متعددة التخصصات وعابرة للزمن، مع الأخذ في الاعتبار مجموعة واسعة من الفنون المعاصرة والتاريخية في إيران.

يُذكر أن كنعان، تركز في أبحاثها ومنشوراتها على التقاطعات بين الفن والفنانين والإنتاج الفني والقانون في السياقات الإسلامية المتنوعة، وتدرّس حالياً الفن الإسلامي في قسم الدراسات المرئية في "جامعة تورنتو" وهي زميلة في الفن الإسلامي في "جامعة أكسفورد".

المساهمون