"شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل" للعالم شهاب الدين أحمد الخفاجي (1572−1659)، أحد هذه المؤلّفات التي يصدر منها طبعة جديدة بدعم من "المصرف الوقفي للتنمية العلمية والثقافية" وإدارة الشؤون الإسلامية في وزارة الأوقاف القطرية.
يتضمّن الكتاب قاموساً للكلمات والعبارات الاصطلاحية وأسماء الأعلام التي أخذتها اللغة العربية من لغات أخرى، ويتضمن أسماءً شخصية من الكتاب المقدس والأدب واشتقاقاتها المفترضة وأمثلة على استخداماتها، وأسماء الأماكن، إضافة إلى توجيهات بالعديد من طُرق نطقها.
تبنى "المصرف الوقفي" طباعته بناء على رغبة الواقفين الذين اشترطوا في حججهم الوقفية طباعة الكتب النافعة علاوة على المصحف الشريف والسنة النبوية ونشر العلم وإحياء التراث عموماً، في امتداد لدور الوقف الذي يعدّ أحد أبرز روافع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في التاريخ العربي.
يتناول الخفاجي الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية والتي استخدمها العرب في كلامهم، ولم يكن لها جذر في مواد العربية الأصلية، كما تناول المعاني الدخيلة التي تتعلق بألفاظ هي عربية في الأصل، لكنها استخدمت لمعان غير معانيها الأصلية، وبيَّـن أن هذه الألفاظ والمعاني بعد تعريبها، أصبحت عربية، وورد بعضها في الكتاب والسنة.
وجمع مادته اللغوية من بطون عدد كبير من الكتب اللغوية والأدبية وغيرها، في شتى العصور، بدءاً من العصر الجاهلي، وانتهاءً بعصره، فجاءت مادته وافرة في بابها، مقارنة بما سبقه من المؤلفات في مجال الدخيل، كما تعرّض إلى قضايا لغوية مهمة، كالظواهر الصوتية: التغيير الصوتي، والإبدال للتعريب، وقضايا الدلالة في المفردات والتراكيب، كما تعرض لبعض الظواهر الصرفية كالاشتقاق والقياس والسماع.
اعتمد المحقق في إعادة طباعة الكتاب على عدّة نسخ خطية، مقارنا بينها وبين الطبعات السابقة للكتاب، كما قام بترقيم مواد الكتاب، وذكر المصادر التي وردت فيها من كتب اللغة، ومن معاجم المعرب والدخيل.