مرآة مغربية

23 يناير 2018
عماد جمّيل/ تونس
+ الخط -

بقليل من الرضا قرأتُ كتباً عن تاريخ تونس، خصوصاً تلك التي تحاول أن تجمله في نص مكثّف موحّد يأتي على تاريخ البلاد من عصورها القديمة وصولاً إلى الحاضر، غير أنني في المحصلة لا أعثر سوى على صورة منقوصة ومكرّسة وخفيفة خصوصاً عند الوصول إلى القرون القريبة حيث تتسارع الأحداث وتمرّ أمامك مرّ السحاب، فيما ينأى المؤرخون بأنفسهم عن الدخول في متاهات التفسير والتأويل وأخذ المواقف وإسنادها بالوثائق.

يمكن هنا ذكر العمل الأشهر؛ "ملخص تاريخ تونس" لـ حسن حسني عبد الوهاب، والذي لا يعدو أن يكون كتاباً مدرسياً، رغم ذلك لا يزال إلى يومنا يقدّم باعتباره المرجع الأول في تاريخ البلاد، وتبدو الكتب الأخرى التي حاولت إجمال تاريخ تونس مثله؛ مجرّد ملخّصات وإن كانت أضخم حجماً، مثل "تاريخ تونس" لمحمد الهادي الشريف، وبعد الثورة صدر كتاب بنفس العنوان لـ الحبيب بولعراس دون أن يخرج عن الإطار السابق.

المفارقة، أن ما لم أجده كقارئ في أعمال المؤرخين التونسيين من إجابات عن أسئلة حول التاريخ التونسي، وجدته في كتاب "مجمل تاريخ المغرب" لـ عبد الله العروي، فرغم أن تونس ليست الموضوع الذي يكرّس له المؤرخ عمله، إلا أنه يقدّم عناصر إجابات تتيح فهم ما حدث في تونس أكثر مما تقدّمه تواريخ تخصّصت فيها.

هل هي موهبة المؤرّخ أم أن ذلك مما تتيحه المسافة لرؤية الصورة بشكل أفضل؟

المساهمون