"التراتبية الاجتماعية في مصر العثمانية": غطاء الرأس نموذجاً

08 أكتوبر 2018
(لوحة مدخل القاهرة، ديفيد روبرتس/ 1848)
+ الخط -

تُلقي الأكاديمية والباحثة دينا سمير، محاضرة بعنوان "التراتبية الاجتماعية في مصر العثمانية، قراءة فى أغطية الرأس" عند الخامسة من مساء السبت، 13 من الشهر الجاري في "المركز الثقافي الفرنسي" في حي المنيرة بالقاهرة.

المحاضرة هي الحلقة السابعة والعشرين لسيمنار "قراءات في الوثائق التاريخية المصرية، من العصور الوسطى وحتى العصر الحديث" والذي ينظّمه "المعهد الفرنسي للدراسات الشرقية".

تعود سمير إلى تفسير التغيرات التي طرأت على الأزياء في العهد العثماني في مصر، عند الرجال والنساء، متوقفّة بوجه خاص عند غطاء الرأس وكيف كان يعبّر عن الطبقة ويأتي بمثابة إعلان عن الموقع الاجتماعي الذي ينتمي إليه هذا الفرد أو ذاك.

بدأ ارتداء الطربوش في مصر في عهد محمد علي باشا، وكانت العمامة شائعة من قبله، وبالطبع كان شائعاً أيضاً لبس الطاقية والعمامة الشعبية التي تختلف عن تلك التي يرتديها الشيوخ وطلاّب الأزهر.

في تلك الآونة كان المرء إما مطربشاً أو معمّماً، (إما أفندي أو شيخ)، أو يرتدي الطاقية كأهل الأرياف أو العمامة في الصعيد، حيث كانت القيمة الاجتماعية بين الأفراد تظهر إلى حدّ كبير من خلال ما يضعه المرء على رأسه. وفي فترة ما كان التوقّف عن ارتداء الطربوش يعبّر عن الاستقلال الوطني أي أنه كان بمثابة إعلان موقف سياسي.

أما بالنسبة إلى غطاء الرأس عند المرأة، فرغم أنه يؤدي المهمة نفسها من تغطية الشعر لأسباب دينية، لكن حجاب المرأة التي تنتمي إلى المدينة وإلى طبقة معينة كان مختلفاً عن حجاب المرأة الريفية والتي تنتمي إلى الطبقات الفقيرة.

والحال أن الأمر لم يكن يقتصر على المجتمع المصري وحده، ففي أوائل القرن التاسع عشر كانت العمامة غطاء للرأس في مصر وسورية والعراق والأردن وفلسطين وبعض مناطق شمال أفريقيا واليمن. وكانت غالبة على رجال الدين الثلاثة: فعمامة المسلمين كانت خضراء أو بيضاء، وعمامة المسيحيين زرقاء، وعمامة اليهود سوداء.

كما عبّرت العمامة عن مكانة الأفراد الاجتماعية والعسكرية والدينية والاقتصادية فعلوّ الدرجة كان مرموزاً إليه بطول غطاء الرأس أو ازدياد حجم العمامة.

ويمكن أن نقرأ في سجلات القنصلية الفرنسية في بيروت :"تلّقى حاكم بيروت أمراً بأن يترك العمامة الكبيرة ويجعل لباس الرأس لكافّة الموظفين طربوشاً أحمر".

تغيّر شكل الطربوش في مصر منذ عهد محمد علي إلى الوالي سعيد ثم الخديوي إسماعيل والملك فاروق، وكان معيباً خروج الرجل من بيته دون وضع طربوش على رأسه، بعد أن تحوّل في عهد الخديوي عباس الأول إلى زي رسمي يحرص على ارتدائه الباشاوات والأفنديات.

المساهمون