كريم صقر.. صور الحياة في مدينة كبيرة

29 يناير 2019
(الصور من حساب الفنان على انستغرام)
+ الخط -

يتجوّل في المدينة عدّة مرّات، أحياناً يمرّ في الشوراع نفسها، في حقيبته كاميرا وأمامه تتراءى الصور والزوايا، أية لقطة سيأخذ، ولماذا؟ هذه هي حركة فنان الفوتوغرافيا الذي يشغله التقاط المدينة والحياة فيها.

يصوّر الفنان اللبناني كريم صقر الأطعمة والعمارة والوجوه والشوارع. إنه فوتوغرافي المدينة، وهذا هو الموضوع الذي ينهمك فيه، كيف يقسّم المدينة المتشابكة إلى وحدات فوتوغرافية يفكهها ويفهمها جمالياً.

في معرضه "حياة المدينة الكبيرة" المقام حالياً في "صالون بيروت" والمتواصل حتى الثامن من آذار/ مارس المقبل، يتتبع الفنان المولود في داكار؛ عاصمة السنغال، حياته اليومية في المشهد العمراني في لبنان وبيروت بالتحديد.مبنى الهوليدي إن، تصوير كريم صقر

هل عنوان "حياة المدينة الكبيرة" ساخر؟ هل بيروت مدينة كبيرة فعلاً؟ ماذا يقال عن مدن مثل القاهرة وبومبي ونيويورك، هل يقارن الفنان بين عالم داكار الصغير بالنسبة إلى بيروت أم العكس؟ بضعة أسئلة تخطر لك من العنوان، فتكتشف أن بيروت كبيرة بتعقيداتها أكثر من مساحتها، وبتكلّف العلاقات فيها وصعوبة التنقل بين شوارعها المزدحمة معظم الوقت، وبتعدّد المشاهد فيها، وبماضيها الماثل فيها كما لو كان حاضراً.

التصوير الفوتوغرافي في الشارع يُعدّ عنصراً رئيسياً في إنتاج صقر، لكن ماذا يصوّر بالضبط في الطريق؟ سوق الخضار، الميناء، الكورنيش، مساحات غامضة وتبدو مقفرة، أضواء الشوارع المزعجة منها والساحرة، ويتلقط أيضاً صورة لمصوّر سياحي بكاميراته الفورية يتربص بالعابرين على رصيف الميناء.

يذهب صقر إلى أحياء أكثر حميمية وشعبية، مبتعداً عن المتنزهين والعدائين في أحياء باذخة، يلتقط صورة لإسكافي، والكثير الكثير من الأشخاص الذين يمشون وحدهم مختبئين من الفضاء العام تحت قبعات أو نظارات شمسية أو حتى مظلات.

ثمة أشخاص يلعبون الطاولة، صورهم مغبشة كأنها متروكة في ماضٍ ما، عجوز تمسح باحة بيتها المتواضع، وأخرى تتأمل من شباك بيتها القديم بشعرها الأبيض وذراعيها المكشوفين.

في أعمال صقر حركة المكان وحركة سكانه فيه، حميمية بعضهم وبرودة البعض الآخر، حكايات ممتدة في الزمان والمكان خلف ذلك الجزء من الثانية التي تلتقطه العدسة وتجمده في إطار.

المساهمون