"الولّادة": أغاني النساء أمام المرآة

15 مايو 2019
(لبنى نعمان في عرض سابق)
+ الخط -

تجمع الفنانة التونسية لبنى نعمان (1963) بين المسرح والغناء، إذ تخرّجت من "المعهد العالي للفن المسرحي" ولا تزال تُدرّس فيه، كما قدّمت العديد من الأعمال على الخشبة مزجت في بعضها بين الموسيقى والتمثيل ومنها "ضد مجهول" و"ذاكرة قصيرة"، إضافة إلى مشاركاتها في الدراما التلفزيونية وفيلم سينمائي بعنوان "باستاردو".

"الوَلاَّدَة" عنوان العرض الذي تقدّمه غناءً وأداءً عند العاشرة من مساء اليوم على خشبة "مسرح المبدعين الشباب" التابع لـ"مدينة الثقافة" في تونس العاصمة، من تأليف وتلحين الموسيقي مهدي شقرون، وتوزيع قيس مليتي، ترافقها "مجموعة حس الموسيقية".

يستعيد العمل العديد من المغنيات في التراث التونسي، واللواتي نقلن أغنياتهن التي عكست الكثير من الأفكار والتساؤلات والصراعات التي عشنها، وتمّ اختيار مجموعة منها تتغنّى بالمرأة، إضافة إلى أغانٍ خاصة وضع كلماتها وحيد العجيمي ومروان المدب.

من بين المقطوعات التي تؤديها نعمان أغنية "بتّي سهرانة" التي تنتمي إلى تراث الكاف، وسبق وقدّمتها المطربة الفلسطينية تيريز سليمان والتونسي منذر الجبايلي، وهي تتحدّث عن عشق ممنوع بين حبيبين يعيشان ألم الفراق والبعد بينهما.

تقول كلمات الأغنية: "بتي سهرانة ياعيني يا بتي سهرانة يا عيني يا/ يابا يا حني وديني على عرس الغالي ونشوف الخل/ وأنا ايش يصبرني على جالو عادي الرجالة/ ياعيني ياه".

تشير الفنانة في حيدث صحافي سابق إلى أن المشروع استغرق عامين من البحث والتحضيرات والاستعدادات وصولاً إلى صيغته النهائية، موضحة أن جزءا من الأغاني يتناول مفهوم المرآة وعلاقة الأنثى بها حيث تدور بينهما حوارات عديدة تتضمّن بوحاً بألم أو معاناة تتعرَض إليها وتوقاً للحرية وغيرها من المشاعر والأحاسيس المركبة التي تعيشها النساء في هوامش مجتمعهن.

وتوضح نعمان أنها تواصل في هذا العمل التصالح مع التراث الغنائي البدوي الذي يجري تجاهله لدى كثيرين، أو التعامل معه بسطحية أو بطريقة فولكلورية، لافتة إلى تميّز قصائد هذا الشكل الذي يعتمد بالعادة على قصّ حكاية بالشعر المنظوم، كما قدّمت في أغاني "غريب وجالي"، و"كب الفولارة".

المساهمون