"الجائزة العربية": طموح أعلى للبحوث الاجتماعية والإنسانية

21 مارس 2017
من تسليم "الجائزة العربية"، تصوير: معتصم الناصر
+ الخط -

في ختام "المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية"، والذي عقده "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" على مدى ثلاثة أيام (18 - 20 آذار/ مارس 2017)، في الدوحة، جرى الإعلان عن الفائزين بـ"الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية" في دورتها السادسة للعام الأكاديمي 2016 / 2017.

في كلمته، قال مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، عزمي بشارة، إنه وبعد ست دورات من تنظيم الجائزة والمؤتمر فقد تحققت العديد من النتائج المرجوّة، وعلى الخصوص جعل المؤتمر منصّة لتعزيز البحث في العلوم الاجتماعية عربياً وتمكين الباحثين العرب المشتغلين في هذه الحقول من الالتقاء وتبادل التجارب وإنشاء المشاريع البحثية المشتركة، كما ساهم في الدفع نحو وضع أجندات بحث عربية بحتة قريبة من خصوصيات المجتمعات العربية واحتياجاتها.

واعتبر أن الجائزة العربية ساهمت في تحفيز الباحثين العرب وتشجيعهم على إنتاج بحوث متميزة بأعلى المعايير العلمية للاقتراب من الشروط والمستويات التي تفرضها لجنة الجائزة.

وأضاف بشارة أنه وبناء على تقييم لما تحقق ولمجريات عمل لجنة الجائزة في الدورات الست السابقة، فقد قرّر المركز أن تكون الدورات المقبلة لكل من المؤتمر والجائزة كل عامين لإتاحة الوقت للباحثين لإعداد بحوث أفضل. كما تقرّر أيضاً أن يكون للمؤتمر والجائزة موضوع واحد وليس مسارين مثلماً اعتُمد في النسخ السابقة.

كما أعلن بشارة في نهاية كلمته أن موضوع الدورة المقبلة لمؤتمر وجائزة العلوم الاجتماعية والإنسانية هو "مناهج البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية" وستكون في عام 2019.

و"الجائزة العربيّة للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة" جائزة تنافسية أطلقها المركز العربي منذ عام 2011 من أجل تشجيع الباحثين العرب على البحث العلمي الخلاّق في قضايا وإشكاليّاتٍ تتناول صيرورة تطوّر المجتمعات العربيّة في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، ودأب المركز على فتح باب التنافس أمام الباحثين العرب ضمن موضوعين كل سنة هما أيضًا موضوعا المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية، ويفسح للمشاركين مجال نحو سبعة أشهر لإنجاز بحوث أصيلة لم يسبق نشرها من قبل في موضوعي التنافس، تُضاف لها فئةً ثانيةً تُخصّص للبحوث التي سبق نشرها في دوريات علمية محكّمة بصلةٍ بموضوعي الجائزة العربية والمؤتمر السنوي لهذه الدورة. وتبلغ القيمة المالية الإجمالية للجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية 160 ألف دولار.

قبل ذلك، كان رئيس لجنة الجائزة، وجيه كوثراني، قد أعلن أسماء الفائزين، وذكّر في كلمة ألقاها بسياق إطلاق "المركز العربي" لهذه الجائزة، ورهاناتها. فضلًا عن كونها قد أضحت في ظرفٍ وجيز إحدى أهم النظم التحفيزية لدعم البحث العلمي وتشجيعه في مجالات العلوم والإنسانية، ورافداً أساسياً من روافد الإنتاج العلمي العربي الجاد والرصين.

توزّعت الجوائز بالشكل التالي؛ في فئة الأبحاث غير المنشورة في محور "سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية"، قرّرت اللجنة حجب الجائزة الأولى لعدم بلوغ البحوث المتنافسة شروطها.

وآلت الجائزة الثانية لكل من حمادي ذويب عن بحثه "إشكالية منزلة الأخلاق في المدونة الأصولية الفقهية"، وعبد القادر ملوك عن بحثه "القيم الأخلاقية في ميزان العصر في البحث عن نظرية أخلاقية تحقق شرطي الأخلاقية والإنسانية طه عبد الرحمان في مواجهة موضوعية هيلاري بتنام وكونية يورغن هابرماس". ومنحت الجائزة الثالثة إلى مولاي أحمد جعفر عن بحثه بعنوان "أخلاق التعقُّل في فلسفة الفارابي وراهنيتها في الفكر الفلسفي العربي المعاصر".

وفي محور "الشباب العربي: الهجرة والمستقبل"، توّجت عائشة التائب بالجائزة الأولى عن بحثها "الفتاة العربيّة والهجرة إلى الجنات الموعودة: محاولة في الفهم"؛ والثانية إلى زهير سوكاح عن بحثه "صورة الشباب العربي اللاجئ في الصحافة الألمانية: نموذج مجلة دير شبيغل". وذهبت الجائزة الثالثة إلى إبراهيم محمد علي عن بحثه بعنوان "أنماط التنمية الاقتصادية والهجرة في البلدان العربية: دراسة قياسية".

وحجبت أيضاً الجائزة الأولى في فئة النشر في الدوريات باللغات العربية، بينما آلت الثانية إلى عزام أمين عن بحث بعنوان "التكيّف الاجتماعي والهوية الإثنية لدى الشباب من أصول عربيّة مغاربيّة في فرنسا: حين يكون العنف استراتيجيا هوياتيّة"، والمنشور في مجلة "عُمران". وذهبت الجائزة الثالثة إلى بن أحمد حوكا عن بحثه بعنوان "الرأسمال الاجتماعي ورابطة العيش المشترك: دراسة في الركائز الأخلاقية والثقافية للاجتماع السياسي بالمغرب" والمنشور في المجلة العربية لعلم الاجتماع "إضافات".

وقد حُجبت جميع جوائز فئة النشر في الدوريات باللغات الأجنبية هذا العام نظراً لبُعد الأبحاث التي ترشحت عن موضوعي المؤتمر.

وقام بتوزيع الجوائز كل من عزمي بشارة المدير العام لـ "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، وطاهر كنعان رئيس مجلس إدارة المركز، وحسن الدرهم "رئيس جامعة قطر"، بحضور أعضاء لجنة الجائزة الآخرين كمال عبد اللطيف، والمهدي مبروك، وجمال باروت.

المساهمون