"بيت المالوف": ذاكرة للموسيقى الأندلسية

26 يناير 2019
زياد غرسة
+ الخط -

يفتتح اليوم "بيت المالوف" في قطب الموسيقى والأوبرا في "مدينة الثقافة" في تونس العاصمة، "بعرض موسيقي عند السابعة والنصف من مساء اليوم تحت عنوان "درر المالوف 1"، يستعيد أجزاء من ذاكرة هذا الشكل الموسيقي الذي انتشر في شمال أفريقيا قادماً من الأندلس واتخذ في كل بلد شكلاً مختلفاً.

يشارك في العرض أربعون عازفاً بقيادة الموسيقي زياد غرسة (1975)، الذي بات يلقبه البعض اليوم بشيخ المالوف في تونس، هو الذي امتلك أدواته الموسيقية مبكراً ولم يزل في عمر الرابعة عشرة، وأصبح من أبرز مطربي التراث التونسي من مالوف وموشحات وغيرها.

ينحدر غرسة من عائلة كانت الموسيقى زادها، فوالده الطاهر غرسة كان بدوره تلميذاً للموسيقار خميس الترنان، وعنه تلقى قواعد المالوف التي نقلها إلى ولده زياد، وعلمه العزف على العود والكمان والكمان الجهير والبيانو التونسي.

يقوم غرسة الابن حالياً بنقل تلك المعارف الموسيقية والفنية والتراثية التي جرى توارثها فناناً عن فنان وابناً عن أب، من خلال أعماله وافتتاح "بيت المالوف"، إلى موسيقيين وعازفين ومطربين جدد.

يسعى الفضاء الجديد، الذي يشهد أول حفلاته اليوم، إلى إحياء الذاكرة الموسيقية التونسية ونقلها إلى أجيال جديدة، ومن المفترض أن يتضمن عرضاً شهرياً تقدم فيه نوبات من المالوف التونسي.

من أهداف "البيت" أيضاً توثيق النوبات التونسية بكل مكوناتها واستكمال ما ينقصها من أجزاء مكونة لها كالزجل، الفوندو، الشغل، الموشحات، البشارف، السماعيات وغيرها عن طريق التسجيل السمعي كوسيلة من وسائل الحفاظ على الأرشيف الموسيقي.

من المفترض أيضاً أن يطلق البيت قناة على يوتيوب، ينشر من خلالها مقطوعات وأمسيات وحفلات المالوف التي ينظمها، إلى جانب إنتاج أقراص ممغنظة تسجل هذه الحفلات. كما يفرد المشروع مساحة للتدريب عبر الورش والندوات والمحاضرات والملتقيات، التي لا تستثني أي فئة عمرية.

المساهمون