تبعد الزلفى ما يقارب 500 كيلو عن الكويت، وقديماً كانت تُقطع المسافة على الإبل بمدة 15 يوماً، واليوم في خمسة ساعات بالسيارة، وفقاً لما يروي الحمد الذي يلجأ إلى الروايات الشفوية والمقابلات بشكل أساسي في جمع المادة التوثيقية.
أمّا الفترة التي يعالجها الباحث، فهي القرن الميلادي الماضي والهجرات التي تمّت من الزلفي إلى الكويت نتيجة ظروف طبيعية كالمجاعات، وكون الكويت ميناء حيوياً في ذلك الزمن وكانت الزلفي أقرب مدينة حضرية له، حيث هاجرت الكثير من الأسر للكويت طلباً للرزق واستقرّت هناك، وأصبحت من عصب حياة المجتمع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ليومنا هذا.
استقى الكاتب معلومات الكتاب من عدة مصادر ودراسات، لكن المصدر الأهم وفقاً له هي "مقابلات أجريتها مع أبناء وأحفاد من هاجرت أسرهم للكويت واستقروا هنا وقدموا لنا وثائق مهمة نُشرت في أحد الفصول".
كان موضوع الجزء الأول من كتاب الحمد "هجرات وعلاقات وأسر"، أمّا الجزء الثاني فتناول "روايات ووثائق وذاكرة زمن"، يقول المؤلف لـ "العربي الجديد": "لا أكتب عن تاريخ الكويت السياسي بأسلوب منهجي أو أكاديمي، بل أتحدث عن تاريخ أفراد عاديين قدموا للكويت بحثاً عن الرزق والعمل، وتاريخ حياتهم أصبح يجسد تاريخ الكويت الاجتماعي والاقتصادي".
يتابع: "أخذ مني البحث والكتابة ما يقارب من تسعة شهور، أحد الفصول هو روايات سمعتها عن نجاحات من هاجر من نجد وبالذات الزلفي وكيف حقق الثراء والسمعة الحسنة في المجتمع الكويتي وأصبح جزءاً منه".