في ترجمة المتوفّر

26 سبتمبر 2017
إلياس مسعودي/ تونس
+ الخط -

في سنة 2000، صدرت بالعربية ترجمة لـ"البيان الشيوعي" (ماركس وإنغلز، منشورات الجمل) وضعها محمود شريح، ضمّنها مقدّمة سمّاها بـ"خطبة المترجم" ينظر فيها خلفه؛ إلى من سبقه إلى تعريب "البيان"، فيعدّ لنا ثلاث ترجمات: خالد بكداش (1933)، ووضاح شرارة (1972)، والعفيف الأخضر (1975)، كما يذكر أنه توجد ترجمات أخرى سمع عنها من بينها واحدة وضعها جورج طرابيشي.

يلفتنا شريح إلى جودة هذه الترجمات على مستوى الأسلوب أو القدرة على نقل المعاني، وهي ملاحظة إذا ربطناها بمشروع الإقدام على ترجمة جديدة تفرز تساؤلاً: لماذا نعيد ترجمة نفس النص؟

طبعاً، يمكن وضع "البيان الشيوعي" من النصوص المرجعية التي تتعدّد قراءاتها وتتحيّن مع الزمن، ولكن هل يمكننا تصوّر نفس الوفرة في ترجمة كتاب إلى العربية لو لم يكن صاحبه مثل ماركس جزءاً من الدورة السياسية العربية، خصوصاً حين نعرف بطء جهاز الترجمة العربي؟

اليوم، تبدو ميادين معرفية برمّتها، وليس مؤلفات فقط، غائبة عن العربية؛ ولا سبيل لملء هذه الفراغات سوى الترجمة. لكن لماذا تتأخر عملية التعريب؟ ببساطة، إذا لم يكن هناك "استثمار" قريب قلّما نتحرّك صوب المعرفة.

بعبارة أخرى، لعبور المضيق ينبغي إنتاج منطق اشتباكات جديد مع إشكاليات العالم غير محاولة توفير خدمات أيديولوجية في الداخل أو بهدف ملء الفراغات الأكاديمية.

دلالات
المساهمون