"ذات": في تحرير قراءة الشعر

06 ابريل 2016
(من أحد اللقاءات)
+ الخط -

رغم تغيّر أشكال الشعر وطرق كتابته وتجديد الشعر وبناء القصيدة، إلا أن قلّةً تهتمّ بتجديد طرق تقديم الشعر، بعيداً عن طريقة الإلقاء التقليدية التي لا تجذب الكثيرين نظراً لأن الشعر نفسه تغيّر ولا بد أن تتغيّر طرق إلقائه ومسرحته.

من هنا تأتي تجربة "ذات للشاعرات" هي تجربة حديثة نسبياً نشأت عام 2013، بهدف تقديم الشعر بطرق مبتكرة بعد أن اهترأت الأشكال التقليدية من أمسيات وصالونات، وهي تجربة أطلقتها الشاعرة المصرية عبير عبد العزيز في إطار مبادرة ثقافية فردية لا تتبع أية جمعية أو مؤسسة.

تقول عبد العزيز لـ "العربي الجديد" إنها فكرت في تقديم الشعر بالتوازي مع عدة فنون مختلفة وأطلقت عليها اسم "التجربة"، حيث يتم التجريب مع فن أو شكل جديد يقدّم الشعر من خلاله، بحيث تبدو النصوص المكتوبة كما لو كانت جزءاً من نص بصري أكبر، وتكمل أن التجربة بعد أن أثبتت نجاحها تحوّلت إلى عروض شعرية تُعنى بمسرحة الشعر.

وعن أسباب اهتمام المشروع بالشعر الذي تكتبه المرأة بالتحديد، تقول عبد العزيز إنها تفضّل وجود مساحة محدّدة مختارة يمكن التعامل معها في كتابة التجارب والعروض.

أمّا السبب الثاني فهو ظنّها بأنها بهذه الطريقة تقدّم وسيلة لدعم كتابة الشاعرات وتوفير فرص أكثر لإقامة أمسيات لها ونشرها، لا سيما وأن مساحة المحظور عند المرأة تبدو أكبر بكثير منها لدى الرجل في البلاد العربية، كما أن تلقّي عملها الإبداعي تحيطه هالات أقسى في قوانين التلقي، حيث يتم سجنها في موضوعات بعينها ينتظرها المتلقي ويُصدم إذا لم يجد في عملها ما يتوقّعه منها.

وتتابع عبد العزيز أن اختيار النصوص يكون بحسب تعبيرها عن الفكرة أو الفن المقدّم معها أو من خلالها وليس على اختيار شاعرات بعينهنّ لأن النص الشعري في هذه التجربة يمثّل البطل الأول.

استعانت صاحبة تجربة "ذات" بأكثر من فن في محاولاتها التجريبية وعروضها سواء كان الحكي بمصاحبة عرائس الماريونيت أو لوحات الفن التشكيلي التي تلائم النص المكتوب وكان عرضها الأخير استلهاماً من أحد أعمال الفنان الراحل فؤاد المهندس وهو مسرحية "أنا وهو وهي" بمصاحبة عازفة الأوبوا شيري أشرف مع لوحات الفنانة التشكيلية هند عدنان.

تسعى عبد العزيز إلى ألا تقتصر عروضها على الشاعرات في مصر، بل أن تقدّم تجارب عربية وأجنبية لتخرج بتجربة "ذات" إلى آفاق أكثر رحابة وأكثر انفتاحاً لأنها تعتبر الشعر مغامرة في كل لحظة لاكتشاف عوالم مبتكرة ومساحات جديدة من الحياة والفن.

تواجه تجربة "ذات" بعض التحديات، مثل قبول الشاعرات تجربة طرق جديدة في تقديم الشعر وقراءته، وأن يتقبّل الجمهور أيضاً الخروج من الشكل التقليدي للشاعرة تقف خلف منصة وتقرأ قصيدتها.


المساهمون