"إحياء الفنون في مصر في بدايات القرن العشرين" عنوان المحاضرة التي تلقيها الباحثة الأكاديمية ماري تيريز عبد المسيح في "منصة الفن المعاصر" (كاب) في الكويت عند السابعة والنصف من مساء غد الإثنين.
تهتم مؤلفة "قراءة الأدب عبر الثقافات" و"التمثيل الثقافي بين المرئي والمكتوب" بالعلاقة بين التغيرات التاريخية والفنون، وبالعلاقة بين الوسيطين -المرئي والمكتوب- في تاريخ مصر الحديث بالتحديد، وترى بأن ثمة حاجة كبيرة لدراسة التفاعلات بين النصوص بشكل عام سواء.
حركة الحداثة، وفقاً لما كتبته عبد المسيح في عدة مقالات، لم تكن مقصورة على محاولات التجديد لدي الأدباء فقط، بل صاحبهم المصوّرون في ترسيخها. لافتة إلى أن قلة اهتمام معظم الباحثين لتلك العلاقة في العالم العربي، وجهل معظمهم الكثير من حركة الفن التشكيلي في الأقطار العربية، وهو ما جعلها تدرس التصوير المصري.
أما بخصوص القصور في الدراسات الجمالية في العالم العربي، فتعزوه عبد المسيح إلى تسيد الكلمة على الصورة في مجتمعاتنا، ونتيجة لقرون من الانقطاع عن التصوير لأسباب تاريخية، واقتران عودة فن التصوير مع الاجتياح الغربي، مما أضفى عليه سمة التغريب.
تقول عبد المسيح "لو تمادينا في تجاهل دور المرئي في شحذ الإدراك وتشكيل الوعي ومكانته في حركة الحداثة، فسوف تنتج عن ذلك فجوات في وعينا المعرفي إن كنا نصبو إلى تحقيق مشروع نقدي متكامل".
وفي دراستها لبدايات القرن العشرين في مصر، تتبع الباحثة التداخل في حركة الحداثة الغربية وتلمسه على الساحة المصرية بشكل خاص على المستوى القطري، وبشكل عام لتحديد موقعها في التمثيل الثقافي على خريطة العالمية.
ترى مترجمة كتاب "علم الجمالية وعلم اجتماع الفن" أن التخبط الذي نشهده في الوسائط المرئية المستحدثة في العالم العربي اليوم يرجع أساساً الى الجهل بعناصر التجديد التي أدخلها فن التصوير الزيتي منذ بدايات القرن المنصرم، وهذا أوجد هوة في الثقافة المرئية أفضت الى افتقاد الحس الفني الذي نلمسه فيما يحيطنا من صور وأشكال.