"الرأسمالية وحدها": ما احتمالات وجود عالم أكثر عدالة؟

19 أكتوبر 2019
("رأسمالية للبيع"، غرافيتي لبانكسي)
+ الخط -

في سرد مثير للجدل، يتناول الأكاديمي الأميركي من أصل صربي برانكو ميلانوفيتش صعود الرأسمالية إلى الهيمنة العالمية، ويتطرق إلى نماذج مختلفة من الرأسمالية تتنافس على قيادة العالم.

كما يقدم نظرة على ما قد يحمله المستقبل في كتابه الذي صدر مؤخراً تحت عنوان "الرأسمالية وحدها: مستقبل النظام الذي يحكم العالم"، والذي يحاضر عنه في "مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية" عند السادسة والنصف من مساء الأربعاء، 23 من الشهر الجاري.

يرى الكاتب أنه، ولأول مرة في تاريخ البشرية، يهيمن على العالم نظام اقتصادي واحد، ويشرح أسباب هذا التحول التاريخي الحاسم منذ أيام الإقطاع، ثم الشيوعية، ويتفحص أشكال الرأسمالية، متسائلاً: ما هي احتمالات وجود عالم أكثر عدالة الآن بعد أن أصبحت الرأسمالية هي اللعبة الوحيدة في القرية الكونية؟

يقول ميلانوفيتش إن الرأسمالية تخطئ كثيرًا، ولكنها أيضًا على صواب، وهي لا تسير في أي مكان الآن، وإن مهمتنا هي تحسينها، معتبراً أن "الرأسمالية انتصرت لأنها ناجحة. إنها توفر الرخاء وترضي رغبات الإنسان للاستقلال. لكن ذلك يأتي بثمن معنوي يدفعنا إلى اعتبار النجاح المادي هو الهدف النهائي، ولا يقدم أي ضمان للاستقرار".

في الغرب، بحسب المؤلف، فإن الرأسمالية الليبرالية تعيش تحت وطأة اللامساواة والإفراط في تمركز رأس المال. ومن جهة أخرى، يتطرق إلى نموذج الرأسمالية في الصين مثلاً، والتي قد تكون أكثر كفاءة ولكنها أكثر عرضة للفساد، ونموها البطيء يسبب الاضطرابات الاجتماعية.

أما بالنسبة للمشاكل الاقتصادية للجنوب العالمي، فإن ميلانوفيتش يقدم خطة مبتكرة، وإن كانت مثيرة للجدل، تقوم على هجرة واسعة النطاق. وبالنظر إلى المستقبل، يرفض المقولات التي تذهب إلى أن بعض نتائج الرأسمالية لا مفر منها.

يرفض صاحب "اللامساواة العالمية" أيضاً أن هناك بطالة جماعية تنتظرنا تحت تهديد انتشار الآلة والذكاء الاصطناعي والروبوت، معتبراً أن الرأسمالية نظام محفوف بالمخاطر، لكنه نظام بشري، وأن خياراتنا ومدى وضوح رؤيتها ستحدد كيف يمكن أن نقوم ببعض الإصلاحلات على النظام الرأسمالي ليخدم البشرية كلها.

المساهمون