محمد أرجدال.. "رسالة" من جنوب العالم

28 ديسمبر 2019
(ملصق المعرض)
+ الخط -

طوّر الفنان المغربي محمد أرجدال مجموعة متعدّدة الأوجه من العمل، مستكشفاً من خلالها الثقافة الأفريقية، الممتدة من المغرب إلى موريتانيا والسنغال، منطلقاً من تجاربه المختلفة في الرحلات والتجول، وهي أمور أساسية ضمن عمله في التصوير الفوتوغرافي والفيديو والتركيبات.

يلتزم فن أرجدال بشكل جوهري بإلغاء الحدود بين الاستوديو والغاليري والمحترف وبين الساحة العامة، وغالبية أعماله يحضر فيها بنفسه كجسد وموضوع، وموضوعه المفضل هو التنقل والحركة بين الحدود الجغرافية والذهنية على حد سواء.

بالنسبة إلى الفنان فإن الخريطة تنشأ من تجواله وليس العكس، إنه يخالف الرحلات الإيجابية والمثمرة والمخطط لها، ويتتبع من خلال الأشياء القديمة كالملابس وحقائب السفر والآثار والخرائظ وكل مخلفات الذاكرة المادية حركة الدين والمنفى والسكان، ويجعل منها مكونات لتجهيزاته.

يفتتح أرجدال معرضه الجديد مساء اليوم في "غاليري كونتوار ديه مين" في مراكش، تحت عنوان "رسالة"، ويستمر حتى السابع من شباط/ فبراير المقبل.

وبحسب المنظمين فإن العنوان مستلهم من تقصي الفنان لدور التواصل اليوم، والذي يرى فيه نفسَه بوصفه يحمل حقيقة ما وينقلها عبر لغته المرئية، وعن ذلك يقول: "أنا صوت الجنوب".

يضم "رسالة" أعمال فيديو وتجهيز تروي قصة عن الحداثة والاستعمار والعلاقات الاجتماعية والمسافات التي تفصل بين الثقافات والحدود، في أفريقيا والعالم.

يرتبط شغف الفنان برصد المكان وأين تنتهي هذه الجغرافيا أو تلك وهذه الثقافة أو تلك، لا سيما وأنه صاحب تجربة في الهجرة غير القانونية، فقد حاول اجتياز البحر على متن قوارب الهجرة وهو ابن الثامنة عشرة، ووصل إلى أوروبا ثم قُبض عليه وأُعيد إلى بلاده.

منذ ذلك الوقت يشتغل أرجدال على فكرة ترك المنزل والمدينة والبلد والثقافة، حيث يبحث عن الأشياء المتروكة في المنازل المهجورة في الواحة، ويعيد تقديمها عبر خلق تراكيب فنية.

المساهمون