"موسيقيون" عرب على مقاس التطبيع

10 فبراير 2019
نداء سنقرط/ فلسطين
+ الخط -

في الشهر الماضي، رفضت ماليزيا استقبال وفد إسرائيلي للمشاركة في بطولة عالمية للسباحة تستضيفها إحدى مدنها غير آبهة بقرار "اللجنة البارالمبية الدولية" بحرمانها من استضافة البطولة المذكورة، بينما شهدت الفترة ذاتها مشاركة الفنانيْن التونسييْن محسن الشريف ودرصاف حمداني في مهرجان إسرائيلي يقام على أنقاض قرية أم الرَّشراش الفلسطينية (مستعمرة "إيلات")، واعلان جهات مغربية عن تنظيمها بعد أيام حفلاً للمغني الفرنسي الصهيوني إنريكو ماسياس رغم نشاطه الدعائي لصالح "إسرائيل".

ما الذي تغيّر في السنوات الأخيرة ليهرول كتّاب وفنانون عرب ومن خلفهم بعض الحكومات العربية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، بينما تزداد حملات مقاطعته حدّة في معظم أنحاء العالم؟ ما الذي تبدّل ليتناسى كثيرون أن "إسرائيل" تحتّل أرضاً عربية منذ سبعين عاماً وتمارس إرهابهم المنظّم على شعبيها فيما تُصدر برلمانات واتحادات طلبة وجامعات وشركات ومؤسسات أهلية في القارات الخمس قراراتها بعدم التعامل مع دولة الاحتلال.

منذ أيام، أعلن "معهد وولف" بالتعاون مع "المجلس الإسماعيلي" و"جامعة كامبردج" في لندن إقامة حفل مشترك لعازفي العود العرافي أحمد مختار (1967) والإسرائيلي يائير دلال (1955) عند السابعة وخمس وأربعين دقيقة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء بعنوان "تقاسيم على العود" ويعاد في الموعد نفسه في الرابع عشر من الشهر الجاري.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يغنّي فيها الإثنان سوية، إذ يشير خبر منشور في أيلول/ سبتمبر 2012 إلى تقديمهما حفلاً على خشبة "مسرح الباربيكان" في العاصمة البريطانية ترافقهما للأسف المطربة العراقية فريدة ومواطنها الفنان محمد حسين كمر.

سيقودنا البحث أكثر نحو بداية المشروع الذي أسّسه الموسيقي الإسباني جوردي سافال عام 2010 بعنوان "القدس مدينة السلاميْن" وشاركه منذ بداياته الموسيقي عمر بشير والذي سعى بدوره إلى إشراك أكبر قدر ممكن من الفنانين العراقيين والعرب للظهور مع عازفين إسرائيليين في عروض مشتركة تقام باسم السلام.

وفي خبر ثانٍ، يزور يائير دلال فرقة "طيور دجلة" التي أسّسها الفنان العراقي علاء مجيد في استوكهولم، يرافقه عمر بشير وفريدة وجميل الأسدي ولطيف العبيدي وبهاء جوزي وحسن علاء الذين، الذين التقطوا الصور التذكارية في هذه المناسبة.

يراوغ بشير في تصريحات صحافية سابقة بالقول إنه يعمل مع عازفين يهود، بحسب تعريفهم لأنفسهم، وبناء على ذلك فهم ليسوا إسرائيليين، وهي لازمة بات يردّدها كلّ المطبعين في الآونة الآخيرة، وكأن ما حصل طوال سبعة عقود كان شقاقاً أو خلافاً بين أتباع ديانتين وحان لوقت لإصلاح ذات البين، متجاهلين حقيقة الصراع القائم على الإلغاء والإحلال والإرهاب وانتهاك الحقوق يمارسه استعمار يمارسه جرائمه ليل نهار.

ويتذرع هؤلاء المطبّعين بأن يائير دلال أحد المؤمنين بالسلام، متغافلين بأنه ابن عائلة يهودية هاجرت من العراق لتقيم في مستوطنة "كريات شمونة"، وكأي مستوطن يحيا ويتنفس ويقتات على أرض ليست له، كما أنه شارك في حفل أقامته السفارة الإسرائيلية في القاهرة عام 2007 ضمن سياسات كسر العزلة عنها في أعقاب العدوان على لبنان وغزة في العام الذي سبقه.

بقي التذكير بأن مختار سيؤدي موسيقى على المقام العراقي بينما يعزف دلال مقطوعات من "المراجع اليهودية العراقية" قبل أن يجمعها ارتجال موسيقي يختتمان فيه الحفل، وفق بيان منظّمي الحفل.

المساهمون