"الدولة الفاطمية": في الجدل حول الحكم والتأسيس

19 يوليو 2017
(نقش فاطمي)
+ الخط -
لا يزال الجدل قائماً بين المؤرّخين حول الدولة الفاطمية (909 – 1171)؛ سواء المتعلّقة بطبيعة علاقتها مع جوارها كالدولة الحمدانية والأمويين في الأندلس، أو في مواقفهم من حملات الفرنجة (الصليبيين) على العالم العربي، وكذلك في تركيبة الحكم وبناء المؤسسات وتشريع القوانين.

يتناول كتاب "الدولة الفاطمية.. ما لها وما عليها" للباحث المصري الفريد وجيد، الذي صدر مؤخّراً عن "دار نبتة للنشر والتوزيع" في القاهرة، تاريخ نشوء الدولة العبيدية التي امتدّت في شمال أفريقيا ومصر وبعض مناطق بلاد الشام والجزيرة العربية.

ينطلق المؤلّف من المرحلة التي عاشها العبّاسيون في أواخر عهدهم، والتي شهدت اضطرابات وفتن كثيرة أضعف الدولة، وأدّت إلى ظهور دعوات سياسية على أسس دينية ومذهبية، متتبّعاً دور أبي عبد الله الدّاعي الذي عمل بجهدٍ كبير في سبيل ذلك، حيث توجّه إلى بلاد المغرب لينشر مذهب الإسماعيلية ويدعو لنصرة الإمام عبيد الله المهدي.

تشير مقدّمة الكتاب إلى أن عبيد الله المهدي ظلّ في منطقة سلميّة (شمال سورية) بينما انتشر أتباعه في بلاد المغرب للدّعوة إلى مبايعته، وقد وجد الفاطميون في منطقة المغرب، وتحديداً بين قبائل الأمازيغ بيئة خصبة يسهل نشر دعوتهم بسبب بعدها عن المشرق، حيث مركز الخلافة العباسيّة السنيّة، فتمكّنوا من إسقاط دولة الأغالبة التي كانت مسيطرة على بلاد المغرب العربي، وأسّسوا هناك أوّل عاصمة للفاطميّين متخذين مدينة المهديّة عاصمةً لهم، وكان ذلك في سنة 912 للميلاد.

ثم ينتقل الكاتب إلى المرحلة التالية التي أعقبت سيطرة الفاطميين على المغرب واستيلائهم على القيروان عاصمة الأغالبة، حيث نودي بالمهدي أميراً للمؤمنين واستطاعت دعوته من إثبات وجودها عبر تأسيسي الدّولة الفاطميّة، وبدأ زعماؤها في التوّسع نحو المشرق، حيث كان أوّل مقصدهم دولة مصر، التي كانت تخضع تحت حكم الإخشيديّين.

تمثّلت المحطّة المفصلية بدخول الفاطميين إلى مصر في وقت ضعفت فيه الدّولة الإخشيديّة وتفكّكت، بسبب إدارتها السيئة للبلاد وكثرة مظالمها بين النّاس، وبعد تمكّنهم من حكم مصر نقلوا عاصمتهم إليها، وبدأ الحكم الفعلي يتجسّد في نظام الحكم وإرساء سياسات الدولة الجديدة داخلياً وخارجياً.

ينقسم الكتاب إلى خمسة أبواب، هي: أحوال مصر قبل مجيء الفاطميين، وقيام الخلافة الفاطمية، والخلفاء الفاطميين، والسياسة الداخلية للدولة الفاطمية، والسياسة الخارجية للدولة الفاطمية.

دلالات
المساهمون