يشارك في الكتاب ديليا كورتيز، التي كتبت عن "العسكرية في المحكمة الفاطمية"، في حين تناول ديفيد نيكول في ورقته "معدات عسكرية مملوكية في قلعة دمشق"، أما ستيفان برادينز فقد وضع المقدمة وشارك بدراسة تحت عنوان "باب العزب: تحصين عثماني جديد من العصر الفاطمي".
يتناول الكتاب متعدد التوجهات التفاعل الذي كان بارزًا بين الممالك في الشرق الأوسط العربي والإسلامي في القرنين العاشر والسادس عشر، حيث أنشأت فئة من المحاربين غير العرب أنظمة سياسية جديدة تتميز بعسكرة قوية للسلطة مثل المماليك والعثمانيين.
استخدم هؤلاء المحاربون الحرب والسلام كوسيلة لإدارة الأراضي والرجال من أجل توطيد قوتهم. ومع ذلك، فإن نشاط هؤلاء المحاربين لم يقتصر على المجال العسكري.
تدحض الأوراق التي تم جمعها في هذا الكتاب الفكرة التي لا يزالت تطرح من قبل المتخصصين في الشرق الأوسط العربي والإسلامي، والقائلة بأنهم شكلوا طبقة منفصلة تمامًا عن الفئات الاجتماعية الأخرى.
من المسلم به أن هؤلاء كانوا فعلاً يشكلون هيئة تتولى مسؤولية الكفاح ضد الصليبيين، ومع ذلك لم يجر عزلهما ولاهم عزلوا أنفسهم عن الفئات الاجتماعية الأخرى، الذين يشاركونهم القيم والممارسات الثقافية، حيث يحاجج الكتاب أن نشاطهم كان متعدد الأوجه ولا يقتصر فقط على المجال السياسي والعسكري.
كما شاركوا في النشاط الديني والاقتصادي والثقافي. وشكل هؤلاء تدريجيًا المجتمعات التي حكموها بدعم من النخب المدنية والدينية التي اعتمدوا عليها في الحكم. يوضح هذا الكتاب كيف أن مجتمعات الشرق الأوسط في العصور الوسطى لم تكن مجزأة اجتماعيا أو منقسمة.