بيغوفيتش: حيث يلتقي الإسلام بأوروبا

28 سبتمبر 2015
(علي عزت بيغوفيتش)
+ الخط -

تدريجياً، وطوال القرن العشرين، انفتح الحديث عن الإسلام من فضاءات الاختصاص الديني إلى مختلف العلوم الإنسانية، ثم وبتطوّر التجارب التي استفادت من الإسلام في الحكم أو في ممارسة السياسة بصفة عامة، بات كثير من السياسيين يشاركون في هذا الجدال.

من بين هؤلاء، الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش (1925 - 2003) الذي ألف كتاب "الإسلام بين الشرق والغرب"، وهو الكتاب الذي سيناقش مساء اليوم في مكتبة "بوك ستور" في القاهرة.

يعتبر كتاب بيغوفيتش بالأساس رحلة فكرية ثقافية، سواء من حيث كونه تجربة ضمن الحياة الخاصة في فهم الإسلام، أو من حيث كون المؤلف يقرأ في هذا الدين مسيرة تاريخية يمكن أن نتناولها من خلال تاريخ الأديان الأخرى، ومن خلال سياقات جغرافية وتاريخية موازية له.

من هنا، وانطلاقاً من موقع بلده، يحاول أن يقارب بيغوفيتش الإسلام؛ فالبوسنة بلد مسلم دافع عن هويته الإسلامية، ولكنه جزء لا يتجزّأ من أوروبا. يمكِّن هذا الموقع/ التقاطع، البوسنة وبيغوفيتش من ثقافتين مندمجتين، إسلامية وأوروبية. لذلك، يعدّ كتابه أحد أبرز المؤلفات التي عرّفت بالإسلام في القارة العجوز.

للكتاب أيضاً سياق مرحلي، حيث أنه أُلِّف في ثمانينيات القرن الماضي، وهو يُعتبر مراجعة للإيديولوجيات التي حكمت القرن وأثّرت على عقول كل المفكرين والساسة؛ فيقارنها بالثابت من القيم التي أقرّتها الأديان بين الشعوب منذ قرون.

لعل من أهم الأفكار التي يتبناها بيغوفيتش في كتابه، وعلى عكس كثير من الباحثين في الشأن الإسلامي، هو أن "عداء الغرب الحالي للإسلام ليس مجرّد امتداد للعداء التقليدي والصدام الحضاري بين الإسلام والغرب منذ الحملات الصليبية".

يُرجع بيغوفيتش ذلك إلى تجربة الغرب مع الدين عموماً، وعجزه القبول بأمر دون احتوائه، مثلما حصل مع المسيحية؛ إذ يعتبر العقل الأوروبي "أحادي النظرة"، كما أن قصور اللغات الأوروبية عن استيعاب المصطلحات الإسلامية مثل زكاة أو أمة، قد ساهم في بناء سوء تفاهم تاريخي.

المساهمون