تُلقي المعمارية الأردنية آلاء يونس محاضرة حول مشروعها "خطة بغداد الكبرى" عند السابعة من مساء اليوم في "مركز الصورة المعاصرة" في القاهرة. التجهيز هو أحد الأعمال المشاركة في المعرض الجماعي "حياة متخيلة في متحف" والذي يضمّ أعمالاً للفنانين: باسل عباس، وروان أبو رحمة، وحسام علي، ومها مأمون.
اعتمدت يونس (1974) في تنفيذ هذا التجهيز/ المشروع، على مجموعة من صور التقطها المعماري العراقي رفعة الجادرجي (1926) لـ "ملعب صدام حسين" في بغداد سنة 1982، وهو الصرح الذي صمّمه المعماري السويسري الفرنسي لو كوربوزييه (1887-1965) وكان قد وضع مخطّطه بعد زيارته إلى بغداد عام 1957 ورحل قبل أن ينفّذ.
يقوم عمل يونس على إعادة النظر في المعالم والصروح التي صمّمها فنانون لحكومات أو زعماء، بالنظر إلى العلاقة الملتبسة مع الأيديولوجيا في فترات انتقالية تعيشها الدولة. ولتحقيق ذلك وجدت يونس أن "ملعب صدام حسين" قبل افتتاحه سنة 1980، كان قد مرّ بـ 25 سنة من الأشغال قبل أن ينتهي، وخلالها حدثت خمسة انقلابات عسكرية وتتالى ستة رؤساء على العراق، ووضعت للملعب أربع خطط، وفي كل مرة كان يتغير طاقم تنفيذه.
من خلال العودة إلى وثائق وقرارات رسمية أُصدرت بخصوص الملعب وشهادات فنانين وسرديات أشخاص عاصروا مراحل بنائه، يحاول "خطة بغداد الكبرى" أن يستكشف مخططات المدينة المعمارية، تلك التي جرى إنجازها كتعبير عن السلطة أو تلك التي نُفّذت بدافع الحاجة، وكيف يجري تفكيك المشاريع وإعادة تركيبها مع تقلّب الأنظمة، وعلاقة العمارة بالتاريخ السياسي. ثم تعود الفنانة من تعقّب التاريخ من خلال تفقّد الملعب في مرحلة ما بعد حرب الخليج.
المشروع مصمّم من مجسّمات ثلاثية الأبعاد لشخصيات واقعية وكرتونية، جامدة في لحظة إعطاء أمر أو إشارة، وفيه أيضاً وثائق جمعتها يونس من أرشيفات مختلفة، والتي ساعدتها في رسم خريطة من طبقات زمنية متعددة للمكان نفسه، وفي أن تقارن بين السرديات المتداولة وبين الوثائق، وعلاقة الاثنتين بصناعة التاريخ. كما يتضّمن المشروع نسخاً من مخططات الملعب، وصوراً فوتوغرافية، وخرائط قمر صناعي، وخرائط جوية، وصوراً لصروح أخرى في بغداد من بينها "نصب الحرية" لـ جواد سليم وتمثال الجندي المجهول، وطوابع واسكتشات لزيارة لو كوربوزييه لأرض الملعب، وخرائط مواصلات المدينة.