كلام عند مدخل القدس

08 ديسمبر 2017
(أسوار القدس من جهة "باب الخليل"، أواخر القرن 19)
+ الخط -

يا سيّدي أنا رسول الله قيّدني بين القدس ومكّة
لا أستطيع أن أبرح الفضاء الذي بينهما
إنني أنتظره
وإنّ أرضاً لا يهبط البُراقُ فيها لستُ بساكِنها...
لكنّي في بعض كوابيسي
أرى غزاةً يُعقّمون معجم البلدان من لغة العرب
أراها وقد صارت كلّها "شعب بوانٍ"
حيث "الفتى العربيُّ فيها غريبَ اليدِ والوجهِ..." كما تَعرِفُ
فأستيقظُ وأنا أرتجف وأقول لنفسي:
لا تبقيْ في أرضٍ يُقطَع فيها لسانُ العرب
لا تبقيْ في أرضٍ تُمسح فيها لغتُهم
عن شواهد قبورهم

ثم ما مكّة والقدس من دون لغتهم؟


■ ■ ■


لم أعرف أكثر تمنُّعاً منكِ
كلّ اللّغات نِمنَ مع شعراء ومحاربين وملوك
وأنتِ لم تقبلي إلا بسرير الإله.
لم أعرف أسعد منكِ
الصرخات ترتفع من الجحيم
بجميع الألسن
وأنتِ وحدكِ كلامُ أهل الجنّة...

لم أعرف أشقى منّي،
في الدرك الأسفل من النار؛
ولا أصرخُ لئلا أُحرجكِ.

المساهمون