أرقام وطقوس

28 أكتوبر 2016
(من الدورة الحالية)
+ الخط -

يتفوّق "معرض الجزائر للكتاب" على "معرض فرانكفورت" من حيث عدد الزوّار، إذ يتجاوز عدد مرتادي الأوّل مليوناً ونصف مليون زائر، في حين لم يبلغ عدد زوّار الثاني عتبة 300 ألف زائر هذا العام.

تبدو الظاهرة محيّرةً في بلد يشتكي كتّابه من ضعف المقروئية، إذ لا يبيع "كبارهم" ألف نسخة من إصداراتهم الجديدة، في وقت يُثبت القرّاء المفترضون أنهم أكثر اهتماماً من الألمان بالقراءة.

لا يمكن التشكيك في الأرقام التي يقدّمها القائمون على المعرض، إذ تكفي زيارة العاصمة الجزائرية أيام تنظيمه، للوقوف على الاجتياح الذي تتعرّض له، وعلى طوابير السيارات التي تصطفّ لأجل الكتاب، وهو أمر أغرى الكثير من الكتّاب الذين انخرطوا في طقس البيع بالتوقيع الذي يقترح، في بعض الأحيان، مشاهد "مأساوية" أبطالها كتّاب غير معروفين، ومنهم من ينشرون لأول مرّة، وهم يجلسون خلف طاولات، استجداءً لقرّاء يقتنون كتبهم مدموغةً بالتوقيع الكريم.

ولكن المتتبّع للمشهد الثقافي في الجزائر سيكتشف من دون مشقة سرّ "التفوّق" على الألمان، فالمعرض يكاد يكون المناسبة السنوية الوحيدة لاقتناء الكتب، وهو فرصة تلاقٍ للكثيرين ومكان نزهة، أيضاً.

أمّا "معرض فرانكفورت" الذي جرت المقارنة به، فهو المكان الذي تُعقَد فيه أضخم صفقات صناعة الكتاب، ويلتقي فيه محترفون من بلدان العالم التي يعيش فيها الكتاب على مدار السنة، ولا يحتاج إلى معرض كي يراه الناس.

دلالات
المساهمون