اختتمت مساء اليوم عروض "الملتقى الوطني لفن العرائس"، الذي يقام في "مسرح منصف الحاج يحيى" في تونس، بمسرحية "في العاصفة"، من إخراج حسن المؤذن وإنتاج "المركز الوطني لفن العرائس" والتي اقتبس نصّها عن نص "الملك لير" أحد أشهر أعمال شكسبير.
عمِل المؤذن على دراسة نص الملك لير وانتقى منه ما يمكن أن يتقاطع اليوم مع الواقع التونسي في عرض عرائس موجه للكبار، يحرّك عرائسه (صنعت في ورشة المركز) الممثلون أيمن النخيلي ونهاد التواتي وفاطمة الزهراء المرواني وهيثم وناسي وبلال الجلاصي ووائل باني وفارس العفيف وعبد السلام الجمل ومحمد أمين الكسوري وآمال المليتي.
ووفق بيان المسرحية، فإنها تدور في "مملكة يحرم فيها الملك ابنته الصغرى من نصيبها في المملكة، مقابل منح نصيب كبير من مملكته لابنتيْه الأكبر سنا، اللتين تعهدتا برعايته ولكنهما خانتا العهد، فيلجأ إلى الهروب بمساعدة أوفياء له، ويجد نفسه في نهاية المطاف في العاصفة والعراء والجنون... فيموت الجميع مع نهاية أحداث المسرحية وتبقى المملكة لجيل جديد يحكمها".
المفارقة أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتج فيها عمل "الملك لير" في مسرح عرائس، فقد أنتجت المسرحية سابقاً من قبل فرقة "إندبندت آي" الإنكليزية، وقد كان وقْع العرض على الأوساط كما لو أدّته شخصيات من لحم ودم.
ولشدّة ما حمل العرض من تقنيات المسرح وأداء استثنائي في حركة العرائس والأصوات وتقديم النص والسينوغرافيا، كتب نقّاد أن وجوه الدمى ظلّت تطاردهم لعدّة أيام بعد المسرحية.
تعتبر هذه المحاولة شجاعة وتجعل حتى محترفي العرائس حذرين قبل أن يقدموا على شكسبير في صيغة مسرح دمى، على الرغم من أنه نوع من المسرح يحيل إلى العبث والتسلية.
يوفّر مسرح العرائس أيضاً نظرة من زاوية مختلفة للنص، ويسهّل رؤية جنون لير وشعوره عندما يحدّق في كل من يخاطبهم بعيون باردة وعديمة الإحساس، ويجري تصوير عبثية ولا جدوى السلطة البشرية.