على هدي مشروع عواصم الثقافة العربية الذي انطلق عام 1996، وضعت وزارة الثقافة الأردنية مشروع المدن الثقافية الأردنية عام 2006 ضمن أول "خطة تنمية" أُقرّت منذ تأسيسها، بهدف "توزيع مكتسباتها بعدالة" على المحافظات خارج العاصمة.
على مدار أحد عشر عاماً مضت، تمّ اختيار مراكز المحافظات الـ 11 في الأردن تباعاً، لتكون المفرق (80 كلم شمال شرق عمّان) "مدينة الثقافة الأردنية 2017" آخرها، من دون إجراء مراجعة حقيقية لأسباب ضعف مخرجات المشروع وتراجعه عاماً بعد عام.
خُصّص للمشروع في بدايته ميزانية قاربت مليون ونصف المليون دولار أميركي، لكن هذا الرقم تراجع إلى ما دون النصف في السنوات الأخيرة، وهي حتماً لا تكفي لإنجاز مراكز ثقافية في مدن لا يوجد فيها قاعات عرض سينمائية ومسرحية وموسيقية.
وبدلاً من تطوير فعل ثقافي في هذه المدن (التي يتراوح سكانها بين 100 – 700 ألف) على مدار عام كامل، فإن المؤسسة الرسمية تعاملت مع التظاهرة باعتبارها ترضية للناشطين ثقافياً فيها، فأنتجت فعاليات يغلب عليها الارتجال ولا يحضرها أكثر من منظّميها.
تتوجّه الوزارة هذا العام إلى استكمال مشروعها باختيار مدن أصغر بلا اكتراث إلا أن ذلك لا يخلق تنمية ثقافية، إنما يهدر الوقت والمال والطاقات في تنظيم كرنفالات محلية تظهر فيه كل مدينة كأنها تتفرّج على فلكلورها منتجاً بأردأ صورة.