الهندسة المقدسة.. الذاكرة والمعمار الإسلاميان في معرض نيويوركي

16 يوليو 2017
(من أعمال المعرض)
+ الخط -

أربع فنانات يجمعهنّ معرض نيويوركي، يحاول تسليط الضوء على الطرق المختلفة لتأثير المعمار الإسلامي على أعمالهن الفنية، في "مؤسسة الفن العربي والإسلامي"، تحت عنوان "معرض 1"، ويستمر حتى نهاية شهر تموز/ يوليو.

الفنانات الأربع هن الفلسطينية السعودية دانا عورتاني، التي تعتمد في الكثير من أعمالها على رموز "الماندلا"، التي استخدمت في الحضارات القديمة، وتشبه في تكويناتها الدائرة أو القرص، وهو المعنى الأصلي للكلمة السنسكريتية الأصل. المثير في أعمال عورتاني، التي تعيش في جدّة، أنها درست حرفة الفن بشكلها التقليدي الإسلامي، وتعتمد على مواد تحضّرها بنفسها. كما أنها درست الفن المعاصر، وتبدو متأثرة في ترجماتها الفنية بمواضيع مرتبطة بالحياة المعاصرة.

تتقاطع طريقة الجمع بين التقليدي والمعاصر، مع أعمال الإيرانية منير شاهرودي فرمانفرمائيان (1924)، التي تتميز أعمالها بتوظيف التراث الإيراني الإسلامي والقديم، وتحاول كسر الأشكال الهندسية "المتخشبة" في العديد من المواد المستخدمة في أعمالها بما فيها الزجاج.

أما الهندية زارينا هاشمي (1937)، فتتميز أعمالها بالاقتصاد الشديد، سواء في الرسم أو النحت أو الطبع. وتظهر التأثيرات الثقافية المختلفة حادةً في أعمالها، حيث عاشت، إضافة إلى بلدها الهند، في عدة دول، من بينها فرنسا وتايلاند واليابان، قبل الانتقال إلى نيويورك في سبعينيات القرن الماضي. واستخدمت هاشمي الفن الإسلامي لمعالجة قضايا كالحدود السياسية.

الفنانة الهندية الباكستانية نسرين حمودي (1937- 1990)، تتميز كذلك بالاقتصاد الواضح في أسلوبها وأعمالها لكن بشكل متقن. وعلى الرغم من أن الناظر إلى أعمالها لا يرى للوهلة الأولى، أي ارتباط مع المعمار الإسلامي التقليدي، إلا أنها تتحدّث في يومياتها عن تأثيره عليها وعلى عملها.

لا يهتم المعرض بثيمة العمارة وتأثيرها على الفنان فقط، بل يعرّج على ثيمة الذاكرة، من خلال الطرق التي تتذكر بها الفنانات الحيز العام، وتأثير الأخير على الذاكرة المعمارية للأفراد. وفي التعامل مع الذاكرة، يدخل التاريخ بنفس التأثير الذي لحاضر كل فنانة على إنتاجها الفني. لكن الانطلاقة الأولى لجميع الأعمال، تتأسس على ما يعرف في فن المعمار بـ"الهندسة المقدسة"، وهو مصطلح متشابك وتختلف استعمالاته، لكنه يشير في هذا السياق إلى الأشكال الهندسية المؤسسة للمعمار الإسلامي، ومن قبله اليوناني والفرعوني والهندوسي.

وتستند "الهندسة المقدسة" إلى فكرة أن الخليقة وجدت على أساس هندسي منظم. ويبقى أشهر إسقاطات هذه الهندسة على الفن، "الزهرة المقدسة" التي يمكن مشاهدتها في المعمار الإسلامي التقليدي بصور وأشكال عديدة.

المساهمون