"تفكيك البطل": سردية غير أوروبية للأركيولوجيا

04 يناير 2020
(المتحف الأركيولوجي في إسطنبول)
+ الخط -
ما زالت السردية الأوروبية لتاريخ الآثار وتأريخ الأركيولجيا هي المهيمنة في الأكاديميا والدراسات، وهي غالباً تعكس صورة مثالية لإنجازات الأبطال الغربيين من علماء آثار ومنقبين واستكشافاتهم الرائدة.
وعلى الرغم من المحاولات الأخيرة لتطوير مفاهيم ومنهجيات جديدة لتحدي الحدود التقليدية للمجال، تفتقر هذه المحاولات إلى تقييم نقدي لها وللخطابات البديلة المشاركة في الممارسات الأركيولوجية المبكرة وخاصة في العالم غير الغربي. 
في هذا السياق، تقدم الباحثة وأستاذة علم الآثار التركية فيليز توتنجو تشالار، محاضرة عند الخامسة من مساء الأربعاء المقبل، الثامن من كانون الثاني/ يناير الجاري، في "منتدى الدراسات الإقليمية" في برلين. 
المحاضرة تُقام تحت عنوان "تفكيك البطل، مواجهة الرومانسية: تاريخ جديد في علم الآثار في الدولة العثمانية"، وتقدّم قراءة لهذه الفجوة بين السردية الأوروبية وغير الأوروبية للأركيولوجيا، من خلال التركيز على الوسائل التي مورست بها علوم الآثار في أواخر الإمبراطورية العثمانية، بوصفها مجالٌ العاملون فيه متعدّدو الجنسيات.
فيليز توتنجو تشالار
ولتحقيق هذه المقارنة تعود تشالار إلى مجموعة من الآثاريين الذين ارتبطوا بالمتحف الإمبراطوري العثماني، ومن خلال بذلك، تحاول استكشاف التواريخ المتشابكة المحيطة بالآثار العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر، مع إعادة النظر في الثنائيات التي كانت أساسية في الروايات الأوروبية المركزية والقومية التي تهيمن على التأريخ حتى الوقت الحاضر.
تشالار متخصصة في علم الآثار البيزنطي والإسلامي، وقد حصلت على دكتوراه عن أطروحتها "من الرقة مع الحب: حفريات الرقة التي قام بها المتحف الإمبراطوري العثماني (1905 - 1906 و1908)"، وتناولت فيها الحفريات العثمانية في الرقة ضمن سياق تاريخي وقدمت أيضاً نظرة نقدية لها.
يركز بحث تشالار الحالي، والذي تقدم عنه هذه المحاضرة، على تاريخ الآثار العثمانية من خلال دمج المصادر التاريخية الأثرية والنصية والفنية في فحص علم الآثار كما هو مفهوم وممارس في أواخر العهد العثماني.
المساهمون