رحيل الكاتب المصري شريف حتاتة

22 مايو 2017
(1923 - 2017)
+ الخط -
يرتبط اسم الروائي المصري شريف حتاتة (1923 – 2017) الذي رحل اليوم في برلين، بنضاله في صفوف الحركة اليسارية في بلده واعتقاله لأكثر من 15 عاماً وبقائه في المعارضة حتى يومه الأخير، وبزواجه الممتدّ أربعين عاماً من الكاتبة النسوية نوال السعداوي قبل أن ينفصلا منذ سنوات.

درس صاحب "الوباء"، المولود لأم إنكليزية، الطب وغادر مصر إلى أوروبا بعد سجنه لأول مرّة، حيث أعتقل في فرنسا لخروجه في مظاهرات تؤيّد الثورة الجزائرية، ثم عاد إلى القاهرة في خمسينيات القرن الماضي ليلاحق من قبل السلطة بسبب معارضته للحكم.

خلال نشاطه الحزبي، التقى بالسعداوي وتزوّجا عام 1964، وهو ينسب إليها الفضل في دفعه نحو الكتابة الأدبية والروائية على وجه التحديد، وقد نُشرت سيرتهما في كتاب "نوال السعداوي وشريف حتاتة.. تجربة حياة" (2014) ضمّ عدداً من الحوارات تؤرّخ لمشوارهما الطويل، أجرتها الناقدة السينمائية أمل الجمل التي تزوّجها حتاتة في آخر حياته.

ألّف حتاتة العديد من الروايات وكتب السيرة، منها: "العين ذات الجفن المعدني"، و"الهزيمة"، و"الشبكة"، و"قصة حب عصرية"، و"نبض الأشياء الضائعة"، و"عمق البحر"، و"ابنة القومندان"، و"رقصة أخيرة قبل الموت"، و"عطر البرتقال الأخضر"، و"طريق الملح والحب".

في روايته "النوافذ المفتوحة"، اقترب من سيرته الذاتية متناولاً التحوّلات الاجتماعية التي شهدتها مصر بعد الحرب العالمية الثانية، وصولاً إلى نهاية التسعينيات، إلى جانب نقده للتيارات الماركسية المصرية وكشفه عن تناقضاتها ومعضلاتها المزمنة.

تمثّل كتابات حتاتة شهادة على تجربة ثرية ومتعدّدة، لكنها تعبّر بصورة أساسية عن هزيمة اليسار واستبدال الوعي الثوري بنموذج الاستلاب إلى النمط الاستهلاكي وثقافته، وعن خضوع المثقّف إلى هيمنة السلطة والمال، وتبريره لكل تنازلاته وتصويرها على أنها قدرية.

إلى جانب أعماله الأدبية، أصدر صاحب "في الأصل كانت الذاكرة" عدّة مؤلّفات فكرية؛ من بينها: "فكر جديد في اليسار"، و"العولمة والإسلام السياسي"، و"فكر اليسار وعولمة رأس المال"، وكان آخر كتبه "معارك العالم البديل".

المساهمون