"الرسم عبر الأجيال": القيّم في غياب تاريخ الفن

16 مارس 2017
(من المعرض، تصوير: غاليري "أيام")
+ الخط -

إن كانت مؤلّفات تاريخ الفن التي تتناول الفن العربي ومراحله وتقلّباته نادرة، فإن معارض كثيرة أقيمت مؤخراً يحاول قيّموها لعب دور المؤرّخ، فيتم إيهام المتلقّي بأنه أمام معرض تاريخي يرصد مسألة بعينها في تاريخ الفن العربي. وهنا يستخدم منظّمو هذه المعارض عناوين ذات مضامين كبيرة، فنجد كلمات مثل، روّاد، أو عبارة من نوع "قرن من الفن العربي"، وهذا ينطبق على معرض "الرسم عبر الأجيال" الذي يتواصل في غاليري "أيام" في بيروت إلى نهاية الشهر الجاري.

الأسماء المشاركة من أجيال متفرّقة التجارب وهي؛ سامية حلبي (1936) من فلسطين، وصفوان داحول (1961)، وتمّام عزّام (1980) وثائر هلال (1967) من سورية، وأفشين بيرهاشمي (1974) من إيران.

يطرح عنوان المعرض والخيارات سؤالاً؛ إن كان يكفي فعلاً اختيار خمسة فنانين ولدوا في سنوات مختلفة، ومنهم من تنقّل هو نفسه بين عدّة مدارس، لنصِف المعرض بأن محتوياته تكفي للتعبير عن "الرسم عبر الأجيال". إذ أن الرسم وتقلّباته لا يرتبط فقط بفرق السنوات، بل يتأثّر بالأحداث الكبرى وبالجندر وبالجغرافيا وبمصادر الفنان وثقافته البصرية وهويّته التشكيلية.

من جهة أخرى، يطرح عنوان المعرض سؤالاً حول معنى كلمة "جيل"، فكيف يجري تحديد الجيل التشكيلي مثلاً؟ لا يبدو أن الأسماء الخمسة كافية لنقول إن ثمة رصد لحالة الرسم عبر أجيال، إذ لا يمكن اعتبار هلال وهاشمي من جيلين مختلفين، والمفارقة أنه لا يمكن اعتبار عزّام وهاشمي من جيلين مختلفين أيضاً، فما هو "الجيل" في الفن التشكيلي؟

على الرغم من أهمية التجارب المشاركة، إلا أن عنوان المعرض "الرسم عبر الأجيال"، لا يكفي لكي يجمعها تحت مظلّة واحدة. ولكي تكون غاية المعرض متحقّقة، كان الأمر يتطلّب مروحة أوسع من الخيارات من الجنسين ومن بلاد مختلفة، منها ما غاب عن "أيام" لكنها مؤثّرة في تاريخ الرسم عبر الأجيال في البلاد العربية؛ مثل العراق والمغرب ولبنان ومصر.

المساهمون