روما تستعيد بياض الكوليزيوم

05 يوليو 2016
أثناء صيانة الكوليزيوم، تصوير: ماسيمو باكي
+ الخط -

لعلّه أبرز رموز الحضارة التي سادت العالم القديم لقرون طويلة، فمن الصعب أن نتخيّل مدينة روما من غير الكوليزيوم، وبالنسبة إلى كثيرين لا معنى لزيارة العاصمة الإيطالية دون دخوله. لثلاث سنوات لم يكن هذا المعلم يستقبل زائريه إلا بشكل جزئي، إذ خضع لعمليات ترميم وصيانة، كانت سبباً في ضغط الصحافة المحلية للتعجيل بإنهائها ليعود رمز المدينة لاستقبال ضيوفه، وهو ما تحقّق مع أول أيام هذا الشهر.

لم يكن سبب الضغط من أجل إعادة فتح الكوليزيوم متعلقاً فقط برمزية المكان، إذ تتداخل بالمسألة حسابات أخرى أبرزها التنشيط السياحي للمدينة حيث أنه يستقبل قرابة ستة ملايين زائر حسب إحصائيات بداية الألفية وهو رقم مستقّر حتى بداية الترميمات منذ ثلاث سنوات.

من جهة أخرى، كان الصحافة (اليسارية أساساً) تنتقد تسليم الدولة الإيطالية ملف ترميم المعلم التاريخي لشركات خاصة، كما أن افتتاحه الذي حضره رئيس الوزراء ماتيو رينزي شهد رفع لافتات احتجاجية في هذا السياق. لعل سبب هذه الانتقادات هو أنه قد جرى استثمار هذه المهمة في الترويج لشخصيات وشركات بعينها، وهو ما بدا للبعض حين أعلنت شركة صناعة الأحذية "تودس" عن قيمة مساهمتها في ترميم المبنى (25 مليون يورو) نوعاً من الدعاية المجانية.

المنتقدون يحاولون من خلال هذه العملية الضغط على الحكومة كي لا تتحوّل عمليات الترميم إلى تفريط في الآثار، فقد شهدت 2015 حملات أخرى ضد تسليم هذه المهمة لشركات خاصة، وإن كان قسم كبير من الإيطاليين يجدون على العكس في ما يحدث أمراً إيجابياً لاعتبارات الأزمة الاقتصادية وإجراءات التقشف التي تعرفها البلاد.

من بين العمليات الرئيسية لعمليات الترميم هو إعادة اللون الأبيض للكوليزيوم، حيث أنه أصبح يميل إلى الرمادي بداية من منتصف القرن الماضي بسبب الغازات التي تبعثها السيارات والمصانع، وهي الصورة التي أصبحت شائعة عنه، غير أن سكان روما يريدون إعادته إلى لونه الأصلي.

دلالات
المساهمون