في قارورة واحدة!

10 مايو 2018
بوجمعة بلعيفة/ تونس
+ الخط -

في عدة مناسبات أعلن رئيس "هيئة الترفيه" السعودية المستحدثة عن قرب افتتاح دور سينما وأوبرا وعن 5 آلاف فعالية متنوّعة في العام الحالي وحده، وتخصيص ما يقارب 240 مليار ريال تستثمر في قطاع الترفيه، وأوضح أن مجتمع بلاده منفتح جداً، وأن مدن المملكة ستكون مثل أي مدن عالمية.. إلخ.

من يستمع إلى هذه الأخبار لن يشك بأنها تنبئ بأن موجة من الفرح على وشك أن تتدفق في أرجاء هذا البلد، خاصة مع ترافق إنشاء هذه الهيئة ذات الاسم اللافت للنظر مع ما قيل عن تجريد أفراد ما تسمى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" من سلطانهم على الناس بقرار رسمي، بل وتردد أن هناك من يفكر بإلغاء هذه الأخيرة من أساسها.

ولكن في الخلفية، ونحن نستمع إلى هذه الأخبار التي تتحدث عن إحداث أمور طبيعية لها ما يسوّغها في كل أرجاء المعمورة، أحدثت أموراً غير طبيعية، شائهة لا يسوّغها شيء في العالم المعاصر، ما تزال بعيدة عن العناية اللازمة؛ ومثالها البارز اعتقال الشاعر الفلسطيني أشرف فياض من قبل تلك الهيئة التي تم تجريدها من صلاحياتها كما قيل، ثم إطلاق سراحه، فاعتقاله مرة أخرى والحكم بسجنه 4 سنوات وجلده 800 جلدة على دفعات (20 جلدة في اليوم)، والعودة إليه والحكم بإعدامه، والتراجع أخيراً والحكم بسجنه لمدة 8 سنوات والإبقاء على الجلد على فترات.

السؤال هو هل يمكن أن يجتمع الطبيعي والغريب الشائه في قارورة واحدة؟

المساهمون