"تحدّي هيسه": اختبارٌ آخر للكاتب الألماني

10 يوليو 2019
هرمان هيسه
+ الخط -

منذ 2011، شكّلت مبادرات القراءة في تونس إحدى أبرز ملامح النشاط الثقافي في المجتمع المدني، حيث انتظمت الكثير من التظاهرات التي تهتم بالقراءة وتشكّلت مجموعات ونواد تتراوح أنشطتها بين الانتظام والتقطّع، لكنها باتت تمثّل في المحصلة رافداً جديداً للحياة الثقافية في تونس بعيداً عن احتكار الأجهزة الرسمية.

من النقاط الإيجابية التي تتسم بها مجموعات ونوادي القراءة الجديدة هو أنها خرجت من قوقعة المركزية التي جعلت من العاصمة لعقود محور المشهد الثقافي وغايته، من ذلك مجموعة "أحباء الكتب في سوسة" التي تُعدّ اليوم من أنشط مجموعات القراءة في تونس.

يوم السبت المقبل، 13 من الشهر الجاري، تقيم المجموعة فعالية جديدة بعنوان "تحدّي هيسه" في فضاء "بارادوكس" في سوسة. تقوم فكرة الفعالية على اختيار مؤلف بشكل مسبق لقراءة مجموعة أعماله ومن ثمّ مناقشتها، وقد توالت ضمن هذه الفعالية أسماء مثل سليم بركات (الشهر الماضي)، وحسين البرغوثي (فبراير 2019)، ومحمد الزفزاف (نوفمبر 2018)، إضافة إلى دعوة بعض الكتّاب لنقاش أعمالهم مثل علي مصباح حول ترجماته لنيتشه، وشكري المبخوت حول كتابه "تاريخ التكفير في تونس".

يشير بيان الفعالية إلى أن اختيار هيسه كان انطلاقاً من أهمية منجزه الروائي وكون رواياته تميّزت ببعد إنساني شامل جعلها تتجاوز دائرتها الألمانية الضيقة. كما يشير البيان إلى تقلّب استقبال هيسه بحسب تقلّبات الموضة الأدبية حتى أنه كان بالنسبة للبعض "ساذجاً ومتحمّساً للطبيعة، وشاعر الفن الهابط" وكان في نفس الوقت بالنسبة لآخرين "نبي التحرر وتحقيق الذات". من هنا، قد تكون قراءة مجموعة من الشباب التونسي فرصة لتقديم رؤية عن هذا الروائي بعيداً عما ساد من قراءات حوله.

من أبرز أعمال هيسه نذكر: ذئب البراري" (1927)، و"رحلة إلى الشرق" (1930)، و"لعبة الكريات الزجاجية" (1943)، ويعتبر أحد أكثر الكتّاب الألمان وصولاً إلى الثقافة العربية من خلال الترجمة، ربما يعود ذلك إلى أنه حاصل على "جائزة نوبل للآداب" عام 1946.

دلالات
المساهمون