"الثقافة الأردنية": موقع إلكتروني بلا محتوى

19 فبراير 2017
وليم دي كونينغ/ الولايات المتحدة
+ الخط -

يظهر للمتصفّح عند دخوله موقع وزارة الثقافة الأردنية الإلكتروني عبارة "بث تجريبي"، في إشارة إلى عملية تطوير نسخة جديدة منه، من دون معرفة الأسباب وراء هذا التحديث الذي لم يأت بتغيير يُذكر.

التصميم الجديد يحاكي على نحو أعمى المواقع الإخبارية في طريقة عرضه التقارير والإعلانات والتعيلمات الصادرة عن الوزارة، في افتقار تام لبلورة هوية الموقع ورؤيته والأهداف وراء إطلاقه أساساً.

يغيب عن بال المسؤولين في "الثقافة" والموظّفين الذي يتعاونون معها في إدارة الموقع، وأغلبهم من العاملين في الصحافة المحلية، أن أبرز ما يُمكن تقديمه على الشبكة العنكبوتية هو ما تُنتجه الوزارة أو تُشرف على إنتاجه، وفي مقدّمته المجلّات التي تُصدرها.

مجلة "أفكار" التي احتفلت العام الماضي بمرور 50 عاماً على تأسيسها، لن تعثر على نسخة واحدة منها في مراكز توزيع الكتب والصحف الأردنية، ولم يحاول المسؤولون عنها إلى اليوم نشر محتوياتها إلكترونياً، إذ لا يوجد سوى ثلث أعدادها محمّلة pdf على مواقع الوزارة، وهي غير قابلة لتخزينها أو فتحها من قبل زوّار الموقع.

الحال نفسه ينطبق على مجلة "وسام" المتخصّصة بالطفل، أما مجلة "فنون" التي صدرت لأوّل مرّة عام 1987 وتوقّفت مراراً لأكثر من سبب حتى دُمجت العام مع "أفكار"، فلا وجود لأعدادها القديمة مطلقاً في المنصة الإلكترونية المحدّثة.

بالطبع، لا جدوى من المطالبة بتوثيق أرشيف الوزارة بما يحتويه من أعمال أدبية وفنية وصور وبيانات وغيرها لعرضها للدارسين والمهتمّين بها، حيث لا يزال تحميل نسخة إلكترونية لمجلة معدّة وجاهزة سلفاً للنشر إحدى المستحيلات.

بقية المواد المنشورة على الموقع الجديد هي أخبار ومقالات انتخبت من صحف ووكالات أنباء شريطة ألاّ تنتقد أداء الوزارة ورؤيتها، إضافة إلى "استثمار" تقنية الفيديو بتسجيل كلمات للوزير في افتتاحه فعاليات وأنشطة.

قد ينطبق هذا الحال على جميع مواقع وزارات الثقافة العربية، التي ورثت تركة "التوجيه المعنوي" و"الإرشاد القومي" وغيرهما من ملحقات الإنشاء الوطني الخاص بها، وتصرّ بأدواتها هذه على أن تنتمي إلى هذا العصر.

المساهمون