غسان غائب.. خريطة المدينة على "جناح فراشة"

02 يوليو 2019
(من مشروع "جناح فراشة" للفنان)
+ الخط -

منذ عرضه أعماله الأولى مطلع تسعينيات القرن الماضي، عبّر الفنان العراقي غسّان غائب (1964) عن جرأة في التجريب والانفتاح على ما هو جديد على صعيد الموضوع والتقنيات والمعالجة، لكن ضمن أسلوبه الخاص الذي يعكس وعياً عميقاً بموقعه كفنان يشتبك مع الواقع وقضايا الراهنة.

طرح في معارضه عدّة مقاربات فنية تتناول انشغالات الإنسان المعاصر، وهمومه الشخصية، والمتعلّقة بالشأن العام، وقدّمها في عدّة ثيمات منها ما يتصل بذاكرة الحرب والعنف في العراق وتفاعلاتها داخل الفرد والجماعة، أو في بحثه البصري في مفهوم الأثر والغياب وتقديمها في أشكال فنية متعدّدة.

"جناح فراشة" عنوان عرض ليوم واحد يقدّمه غائب عند السابعة من مساء غدٍ الأربعاء في "غاليري الأورفلي" في عمّان، ويتواصل حتى العاشرة مساءً، وهو آخر مشروع عمل عليه الفنان في السنوات الأخيرة، ويتناول التحوّلات الجيوسياسية والاقتصادية التي حدثت وما زالت تداعياتها تنمو وتتطوّر كحالة سرطانية، شملت جسد بلدان وشعوب كثيرة أدّت إلى تفتيت وتقسيم البلدان إلى أجزاء صغيرة ومبعثرة.

من مشروع "جناح فراشة" للفنانيشير الفنان في حديث سابق إلى "العربي الجديد" إلى أنه "حاول استعارة وتبنّي جسد الفراشة لما يمثله من رقة وجمال وليونة وترحال وهجرة، وهي كائن طبيعي صرف. ومن هنا حاولت إسقاط فكرة الخريطة (جغرافية المدينة) لما تمثله من صناعة بشرية من إنتاج العقل. صار الشكل ذا نموذج مزدوج (طبيعي وصناعي) وكلا النموذجين يحمل آلية النمو والارتقاء والموت والتحلل والفناء".

ووضَع تشكيلات عدّة في رسوماته وأعماله التركيبية، مثل عمل "شيخوخة فراشة" عام 2016، والذي أنجزه من قماش مع ورق مطبوع ديجيتال برنت وأكريلك وزفت على قماش، من خلال تتبّعه لحركتها ويصوغها مزاوجاً بين منظور جمالي يقترجه شكل الفراشة وصورتها الحقيقة ومنظور فلسفي يفكّك تأثيرات جملة تغيّرات راهنة على طريقة تفكيرنا وإحساسنا بالواقع.

يُذكر أن غائب درس الفن في "معهد الفنون الجميلة" و"أكاديمية الفنون الجميلة" في بغداد، وأقام عدّة معارض فردية منها "الوشم" (2005)، و"مطرود من الجنة" (2010)، إلى حاتب مشاركاته في معارض جماعية في العراق ولبنان والأردن والولايات المتحدة وبنغلاديش وغيرها.

دلالات
المساهمون