تدمر.. الخراب من علٍ

09 ابريل 2016
(من صور إيف أوبلمان)
+ الخط -

باتت صور مدينة تدمر، بعد خروج "داعش" منها، موضوعاً إعلامياً بارزاً. الغريب أن هذا الاهتمام (خصوصاً على مستوى تخصيص المصوّرين والخبراء) نجده في الصحف الأوروبية والأميركية مقابل قلّة اهتمام عربي، وهذا يمتد أيضاً إلى الحديث عن ترميم المدينة الأثرية وكذلك توظيف صورها لصالح صورة النظام السوري.

بعد أيام قليلة من نشر عدد من الجرائد العالمية ألبوماً للمصوّر الفوتوغرافي جوزيف عيد يقارن فيه بين تدمر 2014 وتدمر 2016، نشرت أمس جريدة "لوموند" الفرنسية ألبوماً جديداً ضمن ملف بعنوان "صور خاصة عن تخريب تدمر".

وإذا كانت صور عيد حملت كثيرين إلى التفاؤل؛ حيث أنها تُظهر محدودية عمليات التخريب، فإن الألبوم الجديد يبدو صادماً؛ إذ إن الصور التي أُخذ معظمها من الجو تُظهر حجم الدمار الذي تعرّضت إليه الكثير من الآثار، وعلى رأسها معبد بل الذي سُوّي تقريباً بالأرض.

الصور أنجزها المصوّر الفرنسي إيف أوبلمان من شركة "إيكونام" الفرنسية التي وظّفت لإنجاز هذه المهمّة طائرات دون طيار مصنّعة خصيصاً لتصوير المناطق الأثرية.

إضافة إلى الجانب الصحافي، تقول الشركة إنها تعتزم "المساعدة" في جهود إعادة ترميم المدينة الأثرية من خلال توظيف تكنولوجيات التصوير، وهو ما يذكره مقال "لوموند"، إلى جانب التذكير بأن معبد بل مثلاً كان مهدّماً في ثلاثينيات القرن الماضي، وجرى ترميمه من قبل المهندسَين روبار أمي وهنري سريغ، حين كانت سورية تحت الاحتلال الفرنسية.

الحديث عن ترميم تدمر بات يمثّل موضوع حديث معظم المتدخّلين في مسألة الآثار السورية من منظّمات بحث وجهات رسمية ووسائل إعلام. ومن المنتظر أن تكون أية عملية ترميم تحت إشراف اليونسكو باعتبار أن تدمر مصنفة تراثاً عالمياً. لكن الخشية أن يتداخل هذا الاهتمام بمصالح وحسابات سياسية في سورية.

دلالات
المساهمون