آي ويوي: التنين الصيني خارج سجنه الكبير

23 يوليو 2015
+ الخط -

أعادت السلطات الصينية، أمس، جواز سفر الفنان الصيني المعارض آي ويوي بعد احتفاظها به لأكثر من أربع سنوات.

يعدّ ويوي من أشهر الفنانين الصينين اليوم في العالم، فهو الناشط السياسي والمخرج السينمائي والمصوّر الفوتوغرافي، الذي لم يكف عن انتقاد وفضح السلطات الحاكمة في بلاده وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.

أثار اعتقال ويوي سنة 2011 ضجة عالمية كبيرة، حيث احتجز لمدة 81 يوماً بحجة ارتكاب "جرائم اقتصادية"، وقد هدمت السلطات مشغله. لكن الفنان الصيني لم يلبث بعدها بثلاث سنوات أن يحوّل تجربة اعتقاله إلى معرض فني صوّر فيه زنزانته البيضاء وكاميرات المراقبة والسرير الحديدي. أقيم المعرض وقتها في العاصمة الألمانية برلين، في غيابه، تحت عنوان "آي ويوي.. الدليل" فشغل 18 قاعة في متحف "مارتن غروبيوس بو".

شكل ويوي مصدر إزعاج دائم للسلطات الصينية، فهو الذي أشار إلى الفساد المستشري في بناء المدارس والذي أودى بحياة آلاف الطلاب بسبب زلزال سنة 2008. كما اشتهر الفنان الصيني، الذي يعد من المحدثين في الفن التشكيلي الصيني، بالسخرية من طريقة التعاطي مع الفنون التقليدية في الصين وآليات توظيفها، كما أنه لم يتوقف من التحذير من الأوضاع الكارثية التي تحدث في الخفاء أثناء التطور السريع للاقتصاد الصيني.

من أشهر أعماله الصادمة سجادة من سرطانات البحر المصنوعة من البورسلين، وكاميرات المراقبة المنحوتة من الرخام الأبيض، ومجموعة "زودياك" التي جسد فيه الأبراج الاثني عشر.

اليوم يعرف آي ويوي، داخل وخارج الصين، بصلابة موقفه وبالتزامه بالمسؤوليات الأخلاقية في السياسة والفن والاقتصاد والعالم، يشكل نموذجاً لمثقف لم يتوقف عن "تعكير صفو السلطات".

المساهمون