"عيون الذاكرة": مدنٌ وتراثها الفوتوغرافي

01 نوفمبر 2015
(القيروان، القرن التاسع عشر)
+ الخط -

قد يكون مفهوم الصورة الفوتوغرافية اليوم، وقد اختلط بتفاصيل حياتنا اليومية، تطوّر حتى أنه بات منفصلاً عن التصوّر القديم الذي كانت تُحصر فيه الصورة كأداة توثيقية.

يحاول الباحث عماد بن صالح من خلال سلسلة محاضرات شهرية بعنوان "عيون الذاكرة" (انطلقت أمس في "النادي الثقافي الطاهر الحداد") أن يستعيد الدور القديم للصورة، ومن خلالها يدرس "تراث الصورة" في المدن التونسية من خلال نقاش وتحليل "ما هو أبعد من اللقطة".

في تقديمه لمشروع هذه المحاضرات، يقول بن صالح: "صارت الصورة تجلب أنظار الباحثين كمجال للدرس والاستقصاء وراءها، ومن خلالها يمكن قراءة أبعاد سوسيولوجية وأنثروبولوجية وتاريخية لم تدر في ذهن ملتقطها"، ويضيف "أصبحت آلة التصوير عنصراً مشتركاً بين جميع هؤلاء وهم يخوضون تجاربهم الميدانية".

يعود بن صالح في محاضرته إلى ظهور ممارسة التصوير الفوتوغرافي في تونس (1857) حين حلّ الرحالة الفرنسي فيلكس مونييه فيها بعد زيارة الجزائر، وهو ما يسميه بن صالح "دخول تونس عصر الصورة الآلية"، مشيراً إلى أنه تاريخ مبكر مقارنة بدول أوروبية.

كما يتعرّض الباحث إلى أن تونس، بسبب الدعاية الاستعمارية، ولدواعٍ علمية وعسكرية وإكزوتيكية، صارت مقصد الرحالة والمصوّرين في القرن التاسع عشر ما أنتج تراكماً حولها يمكن الاستفادة منه اليوم.

يشير أيضاً إلى تعدّد زوايا رؤية المشهد التونسي من قبل هؤلاء المصوّرين، بين لقطات المشاهد الطبيعية والحياة اليومية والتراث الأثري والبورتريهات الإثنية وغيرها؛ ما يمثل مادة تاريخية معتبرة، يمكن فهم العديد من الظواهر من خلالها كالتخلّف الاقتصادي الذي سهّل استعمار البلاد وتناقضات الحياة في المدينة والريف.



اقرأ أيضاً: "معرض تحت الياسمين": ذاكرة التعذيب

المساهمون