"ثورة العشرين": من وجهة نظر الاستعراب الياباني

27 ابريل 2020
(جنود بريطانيون يدخلون بغداد عام 1919، المكتب البريطاني للمعلومات)
+ الخط -

في أيار/ مايو عام 1920، انطلقت من جامع الحيدرخانة في بغدد مظاهرات ضدّ الاحتلال البريطاني للعراق، سرعان ما انتشرت في أنحاء البلاد وتحوّلت إلى مواجهات مسلحة بعد حوالي شهر استشهد خلالها آلاف العراقيين دفاعاً عن مدنهم قبل سقوطها.

ساهمت تلك الاحتجاجات في تأسيس هوية وطنية للشعب العراقي، مع إنشاء قوى وتيارات سياسية نادت بدولة موحدة مع تراجع للهويات العشائرية والمناطقية الفرعية وعبّرت عن ذلك بوسائل مختلفة، وإن كانت إرهاصاتها الأولى مع نهاية القرن التاسع عشر مع ظهور إيالة بغداد كوحدة سياسية واحدة.

"ثورة العشرين.. دراسة في الأحزاب السياسية والشبكات الاجتماعية في العراق (1908 – 1920)" عنوان النسخة العربية من كتاب الباحثة اليابانية كيكو ساكاي عن "دار الرافدين للنشر والتوزيع" بترجمة محمود عبد الواحد القيسي.

يشير التقديم إلى أن "الكتاب إضافة وتفسير جديد للقوى الفاعلة في ثورة العشرين العراقية التي تفجّرت في الثلاثين من حزيران/ يونيو من عام 1920، ونحتفل بمئويتها في عام 2020، فعلى الرغم مما صدر من أدبيات عن هذه الثورة الكبرى، فما زال الطريق مفتوحاً لمزيد من التحليل والتأويل لأحداثها، وتنبع أهمية هذا الكتاب من كونه يمثل وجهة نظر الاستعراب الياباني لتاريخ العراق الحديث والمعاصر".

وتمثّل ساكاي أستاذة التاريخ السياسي الحديث للشرق الأوسط في "جامعة تشيبا" الجيل الثالث من المستعربين اليابانيين الذين اعتمدوا معايير جديدة في دراساتهم عن العالم العربي، وقد تخرجت من كلية الآداب الحرة بـ"جامعة طوكيو" عام 1982 بمشروع بحث عن الحرب الأهلية اللبنانية والصراع بين الدروز والموارنة في القرن التاسع عشر.

وقد التحقت كباحثة ملحقة في السفارة اليابانية بالعراق بين 1986 و1989، ضمن اهتمام دوائر الاستعراب اليابانية بدراسة واقع العراق والمنطقة العربية بعد بروز اقتصاديات النفط خلال سبعينيات القرن الماضي، وبذلك تعرفت عن كثب على المجتمع العراقي وتطوره الفكري والتاريخي، وطورت لغتها العربية وأجادت اللهجة العراقية. فانجزت كتابًا باللغة اليابانية عن المطبخ العراقي.

وتحاول المؤلّفة في كتابها فهم طبيعة المجتمع العراقي ومكوناته الاجتماعية والإقتصادية والسياسية، وتأثيرها في التمثيل السياسي في العهدين الملكي والجمهوري، وقدّمت منظوراً جديداً عن ثورة العشرين باعتبارها البداية الجنينية للوطنية العراقية، خلافاً للدراسات الغربية التي تعتبر أن هذه الوطنية لم تُخلق قبل الاستعمار البريطاني.

المساهمون