مهاجرون وممثلون

27 مارس 2015
ساعة الازدحام صباحاً في محطة فكتوريا (تصوير: بوب كولينز)
+ الخط -

برد يؤلم في العيون، برد الفجر في لندن. إنها الرابعة صباحاً وكل شيء مغلق. يوجد كشك صغير ومضاء بمحاذاة محطة "فكتوريا". أدخل وأضع يديّ على صندوق الفطائر الزجاجي، وحين أجده ساخناً أبقيهما هكذا.

الشاب القصير يتحدث إليّ من وراء الصندوق، يقترح أن أمكث حتى تفتح بوابة المحطة. لا أرى منه سوى جبينه، وحين يرفع نفسه على أطراف أصابعه، ألمح عينيه.

يناولني "آيفون": "انظري هذا أنا، كنت أمثّل الأحد الماضي، قمت بدور في مسرحية لكاتب اسمه صمويل بيكيت"... "آه، لم أسمع به من قبل" (بينما رحت أتذكّر مقطعاً يقول فيه فلاديمير لأستراجون: انهض حتى أحتضنك).

سوراي، الشاب البنغالي القصير خلف الزجاج، سعيد لأن صورته ظهرت في صحيفة "أمادير شوموي" اليومية: "عائلتي فخورة جداً". يعتقدون أنه يشقّ طريقه إلى النجومية. يسترسل سوراي عن أدوار لعبها هناك لكُتّاب مسرح من هنا.

هممتُ مرتين بطلب فنجان شاي وخجلتُ. في هذه اللحظة كنت أمثّل أنني جمهور سوراي السعيد. من بائع الفطائر لا أرى سوى جبينه، ومن الممثل تفرّجتُ على صور. في السادسة أقول له: "وداعاً أستراجون"، أظن أنه يبتسم أو يستغرب، ألمح بضعة خطوط ترتسم على جبينه.

صحيح! اليوم "يوم المسرح العالمي"، خطر لي سوراي، وفكرتُ أن عليّ معايدة المهاجر الذي يمثّل أنه بائع فطائر في محطة "فكتوريا" في لندن، حين كنت أمثل أنني الجمهور.

دلالات
المساهمون