انتهى المهرجان

25 أكتوبر 2015
من مسرحية "بلاتو" لـ غازي الزغباني
+ الخط -

يحبّ المشرفون على المهرجانات أن يقيسوا نجاحاتهم بالحضور الجماهيري، وهذا هو حال "أيام قرطاج المسرحية" التي اختتمت أمس، ونجحت بهذا المعنى، غير أن الأمر يحتاج إلى نظر.

لن نتحدث عن هامشية معيار الجماهيرية، بالعكس سنتحدث في ما يمكن الاستفادة منه. هل نريد أن نُنجح تظاهرة أم نريد أن نصنع حالة ثقافية؟ ما الذي يستفيد منه المسرح حين يختتم المهرجان؟ تقريباً لا شيء.

لقد مرت دورات كثيرة، وفهمنا أن العملية ليست أكثر من إشهار، وليست أكثر من احتفاء، بل إن الأمر لا يتعدّى أن يكون عملية تكريس لأحد الأمراض الثقافية، وهو التناول المناسباتي للثقافة، لذلك فنحن نتحرّك جميعاً داخل عملية ثقافية غير مكتملة.

من السهل فهم هذه الأعراض، فالمهرجان لم ينفصل أبداً عن الدولة بسياساتها التي لم نعهدها راعية للثقافة وإن أتت بشكلياتها.

في كل العهود، وربما في كل الأماكن، تريد الدولة/ السلطة، أن تأتي بمظاهر الثقافة فتوسّم نفسها بها؛ وفي نفس الوقت تقف حاجزاً أمام أن تصنع منها حالةً، وهو لو تمّ سيُرهّل وسائل هيمنتها ما يجبرها لاحقاً على تطوير خطابها وهي التي تبحث عن سيطرة بأقل تكلفة ممكنة.

هذا هو الإطار العام للعملية التي عشناها في "أيام قرطاج المسرحية"؛ أسبوعٌ من الحركية الثقافية والنقاشات والعروض الجيدة التي تملأ القاعات، ثم نعود للاصطدام بجدران الحياة الثقافية للأيام العادية.

المساهمون