غير أن الأمر مختلف إلى حد ما في معرض "جمع المؤنث"، الذي انطلق أمس ويتواصل حتى الخامس من نيسان/ أبريل المقبل، في غاليري "تانيت" في بيروت، ويضمّ لوحات لـ 17 فنانة من أجيال مختلفة، وعلى الرغم من أهمية التجارب التي تعرض في صالة العرض لكن تقديمها كـ "جمع مؤنث" فيه محاولة صغيرة لصياغة تاريخ فن منفصل للفنانات التشكيليات، وقد يكون لهذا الطرح ما يبرّره.
المشاركات أسماء حقّقت مكانة لافتة بالنظر إلى خصوصية تجاربهن وتاريخ ظهورها وتطوّرها، نجد أعمال الفنانة الأقدم جيلاً بيبي زغبي، ثم إيتيل عدنان، وسلوى روضة شقير، وهوغيت كالان، وشيرين أبو شقرا، وفيلفي عودة، وهيلين نخال، وسيمون فتال، وشفاء غدار، ورانية مطر، ورندا ميرزا ولارا ثابت (تشتركان بعمل واحد)، وسامية عسيران، وندى صحناوي، وكارولين ثابت وجوانا أندراوس (تشتركان بعمل واحد)، وتانيا طرابلسي، وسينتيا زافين، وتمارا السامرائي.
قيّمة المعرض ميسا أبو رحال، التي نظمته مع القيّمة نايلة كتانة كونيغ، تقول في حديث لـ "العربي الجديد" إن المشترك بين هذه الفنانات أكثر من مجرد الجنس، موضحة: "إنهن فنانات سافرن إلى الغرب والشرق لتجربة حياة أخرى في مرحلة مبكرة من أعمارهن، تجمع بينهن هذه الجرأة على اقتحام ثقافة أخرى ورمي أنفسهن في تجارب جديدة تماماً ثم النجاح فيها؛ لا توجد فنانة منهن ليست حاضرة في متاحف عالمية أو تعرض أعمالها في صالات عرض في عدّة دول من العالم".
وتضيف: "فكرنا في هذا المعرض لأنها أول مرة في لبنان نجمع هذه التجارب، التي إن رأيناها معاً كمتتالية سنكتشف مساراً تاريخياً مفاجئاً بدءاً من بيبي زغبي (1890-1973) التي سافرت وأصبحت رائدة في مجال الفن الحديث".
كما تُعرض أعمال لرائدات أخريات من بينهن شقير وكالان وعدنان، ثم يأتي جيل عسيران التي سافرت إلى اليابان عام 1968 ولوحاتها المعروضة هي التي رسمتها بعد هذه الرحلة.
بالنسبة إلى تجربة ندى صحناوي تقول أبو رحال: "اخترت صحناوي لأنها من أوائل إن لم تكن أول من اشتغل في الفن اللبناني على الفن السياسي الذي كان هاجساً لها. أما رانية مطر فلديها نظرة سوسيولوجية خاصة بها في الفن".
الفنانة العربية الوحيدة الحاضرة من خارج لبنان، وفقاً للقيمة ومديرة "تانيت"، هي تمارا السامرائي (1977) من الكويت، ولكنها فنانة عاشت طيلة حياتها في لبنان، لذلك فتجربتها تعدّ ضمن سياق جيلها من التشكيليات اللبنانيات.
ترى أبو رحال أن ثمة مضامين مشتركة أخرى بين كل هذه الفنانات على الرغم من الاختلاف الكبير بين تجاربهن "فهن يركزن على الحياة اليومية، والرغبة في السفر، والوضع السياسي، وكذلك الجندري".