جبران: "استراحة على متن الريح"

05 ديسمبر 2015
(مشهد من العرض)
+ الخط -

"أيها الرفاق.. قبل سنة، أخرجت السلطات العثمانية والدي من سجنه، وربط الجنود العثمانيون يومها يديه بحبل، وربطوا الحبل في ذيل حمار وجرّوه إلى منزله جرّاًّ. وعلى طول الطريق، ضحك عليه الناس. وفي اليوم التالي، عثروا عليه ميتاً في فراشه. هذا أمر لا يُطاق، حتى متى نصبر على هذه الحال؟".

المتحدّث هنا هو شخصية جبران خليل جبران (1883 - 1931). أمّا المقطع، فهو جزء من العرض المسرحي البريطاني "استراحة على متن الريح"، المُستوحى من سيرته، ومن كتابه الأشهر "النبي"، والذي تُقدَّم النسخة العربية منه، ابتداءً من الخميس المقبل، وعلى مدار ثلاثة أيّام، على خشبة "مسرح القصباء" في الشارقة.

يبدأ العرض من بوسطن في الولايات المتّحدة الأميركية سنة 1916. في المشهد، نرى جبران في غرفته يرسم امرأة واقفةً على منصّة، يرسمها على هيئة ملاك أبيض بجناحين. في الخلفية موسيقى (البريطانية جوليا ديرنغ) وأصوات أطفال يلعبون تنبعث من الخارج. وفجأة، ينقلب المشهد الهادئ إلى جلبة: أصوات جارتين تتعاركان ورضيعٌ يبكي.

من خلال 14 مشهداً يتناوب إيقاعها بين الدرامي والكوميدي، يتناول العمل الذي أخرجته البريطانية تانوشكا مرح وألّفه الأردني نديم الصوالحة جوانب من سيرة جبران، ويُضيء على علاقته بعدد من الشخصيات التي أثّرت فيه على الصعيدين الإنساني والإبداعي.

من بين هؤلاء: شقيقته مريانا التي جسّدها في لوحة "الموناليزا الحزينة" والمسرحية الأميركية ماري هاسكل التي رافقته في بوسطن ونيويورك، وساعدته على الالتحاق بباريس من أجل إتمام دراسته، بعد أن أدركت أن المدينتين الأميركيتين ضاقتا بإبداعه وطموحه.

في العرض أيضاً؛ نماذج لشخصيات أخرى أثّرت على جبران، لكن بشكل سلبي؛ مثل جاره رجل الأعمال مارزو وصديقته ميشلين.

ويتتبّع العرض، الذي يُشارك في تجسيد شخصياته ثمانية ممثّلين من جنسيات مختلفة، محطّات جبران؛ بدءاً من مسقط رأسه بشرّي في لبنان الذي هاجر منه مع والدته وأشقّائه وهو في الثانية عشر من عمره، مروراً بعدد من مدن المهجر؛ مثل بوسطن وباريس ونيويورك أخيراً.

يركّز العمل على رحلة جبران المهجرية والصعوبات والتحديات التي واجهها هناك، مضيئاً على القيم التي اعتنقها وأبرزها في أعماله الأدبية والفنية؛ مثل التسامح مع الحياة والآخر والحب والسلام.

ولعلّ المهجر يمثّل نقطة التقاء بين صاحب "النبي" ومؤلّف العمل الذي يعيش في بريطانيا. في تصريح سابق له، يقول صوالحة إن العرض يروي "قصّة الاغتراب للمهاجر العربي في كل أنحاء العالم".


اقرأ أيضاً: هوليوود سلمى الحايك و"نبي" جبران

دلالات
المساهمون