والغورغون منحوتة نادرة، وهي رأس رخامية من العهد الروماني تزن اكثر من 400 كيلوغرام، ويعود التخوّف من سرقتها إلى الحادثة التي جرت قبل أعوام حيث سرق "الغورغون" من متحف "هيبون" في عنابة، مكانه الأصلي الذي سرق منه عام 1996، ليجري العثور عليه بعد الثورة التونسية في منزل صهر الرئيس زين العابدين بن علي الذي أسقطته الثورة، وما أن جرى الإعلان عن العثور عليه حتى طالبت به الجزائر وبالفعل أعيد إليها عام 2014.
قصة سرقة التمثال التي كُشفت بعد ثورة تونس، تعود إلى سنوات، فقط عثر على القناع فعلاً عام 2009 في الميناء الترفيهي بمارينا في مدينة المنستير الساحلية التونسية، حيث كانت تحمله شاحنة ليكمل طريقه إلى بيت صخر الماطري (صهر بن علي)، ثم أعلن آنذاك أن القناع وُضع بعد المعاينة في مخازن "المعهد الوطني للتراث" ليعثر عليه بعد "14 يناير" (تاريخ مغادرة بن علي الحكم) في بيت الماطري.
ورغم مرور أكثر من عقدين على حادثة السرقة، ما يزال متحف "هيبون" الذي أسس عام 1868، لا يوفر إجراءات أمنية كافية للحفاظ على المقتنيات فيه، بل زاد الأمر سوءاً بعد نمو الأبنية العشوائية حوله في السنوات الأخيرة، حيث أعلن ميهوبي اليوم إن الوزارة تعتزم تأسيس متحف جديد يضم مقتنيات "هيبون"، وإلى أن يتم ذلك سيظل "الغورغون" في متحف العاصمة.
يدعو الأمر إلى التساؤل عن مصير المقتنيات الحالية في "هيبون" وتوفير حماية كافية لها، إذ يضم المتحف مجموعة من الآثار، منها تماثيل وأواني فضية ونحاسية ولوحات من الفسيفساء لمختلف الحقبات التاريخية التي مرت بها المدينة، كما يضم قاعة خاصة بالتماثيل الرومانية، وقبر من الرخام الوردي يعود إلى القرن الأول الميلادي ونصب لبدل حربية قديمة وغيرها.
يذكر أن الكثير من القطع الأثرية نهبت واختفت من متاحف الجزائر ومواقعها الأثرية خلال العشرية السوداء، من بينها مجموعة من المسكوكات البرونزية تمت سرقتها عام 1994 من سوق أهراس، وتحف أثرية من الرخام سرقت عام 1996 من سكيكدة، وتحف رخام تعود لملوك الرومان سرقت من متحف "قالمة".