كتب الشاعر بيرم التونسي عدّة أوبريتات للمسرح الغنائي، ومن بينها "ألف ليلة وليلة"، و"عقيلة" المقتبسة عن ميديا يوربيدس، و"عزيزة ويونس" المأخوذة عن السيرة الهلالية، ومسرحيات "طباخة بريمو" و"سفينة الغجر" ثم "الشاطر حسن" وغيرها، ومن الأوبريتات التي أعدّ لها الأشعار فقط ولم يكتب نصوصها، أوبريت "يوم القيامة" وكان من تأليف صبري فهمي.
الأوبريت لُحن وقُدم أول مرة مطلع الخمسينيات، على يد زكي طليمات وجمع حورية حسن وإبراهيم حمودة ليلعبا دور البطولة والغناء لمجموعة من أشعار بيرم التي لحنها زكريا أحمد، وهو يعود على المسرح عند التاسعة من مساء الثالث من الشهر الجاري، ويتواصل حتى 13 منه، بأداء فرقة "الورشة" والتي تقدم العرض في مقرها الكائن بوسط البلد في القاهرة.
النسخة الحالية من النص أعدها وعدّل فيها المخرج حسن الجريتلي العام الماضي، تحت عنوان "قيامة قايمة" بمناسبة مرور ثلاثين عاماً عاماً على إنشاء "فرقة الورشة المسرحية"، مستحضراً روح المسرح السياسي الساخر التي تمتع بها بيرم.
يتناول العمل قصة الإشاعة التي نشرها والي مصر في القرن الثامن عشر، من أن يوم القيامة سيحلّ بعد صلاة الجمعة، بهدف استغلال الفوضى الناتجة عن هذه الإشاعة لسرقة بيوت سكان القاهرة، وجمع "الخراج" السنوي لإرساله إلى السلطان العثماني بعد أن أنفق الوالي المبالغ التي جمعها لهذا الغرض.
حين علم الناس بالاجتماع اختلفت ردود فعلهم؛ الفقراء صاروا يحلمون بالتعويض الذي سيجدونه في الجنة، والأغنياء خائفون ويسمعون أغاني الدراويش بحثاً عن ما يطمئنهم. وفى هذه الأثناء كان "المحبظتيه" الفنانون يصدحون بأغنية "يا حلاوة الدنيا يا حلاوة"، وفي هذه الأجواء تدور قصة حب بين شمس ومنصور اللذين يتمنيان ألا تقوم القيامة لكي يعيشا قصة حبهما إلى آخرها.
من أشهر أغاني الأوبريت "يا فرحتي بعد الخصام حِبي سمع"، "غنيلي يا منصور واطرب مهجتي.. يا مهجتي"، و"مخلوقة الناس من طين"، و"سلامات ألف سلامة أتأجل يوم القيامة"، و"يا حلاوة الدنيا يا حلاوة"، و"هبط الجنيه من قمته".
العرض غناء وتمثيل، أحمد شكري، وباسم وديع، وبهاء طلبة، وحازم الصواف، وداليا الجندي، وزكريا تاج السر، وصفا هلالي، ومؤمن زكي، ومحمد جمال، ومحمد شعراوي، ونادين هدايت، ونشوة طلعت، وياسمين أسامة، وعبير علي، ورهام الوديدي، والزهراء أحمد، كما يشارك العازفون: جمال مسعد، ورأفت فرحات، وماجد سليمان، وعمرو درويش.
يشار إلى أن "الورشة" فرقة مسرحية مستقلة، تعمل منذ عام 1987، وبدأت بتمصير نصوص عالمية حتى عام 1993، ثم انتقلت إلى استكشاف فنون العرض التراثية المصرية. تجولت عروض الورشة في أنحاء مصر، وعبر العالم، وكانت أول فرقة مصرية تعرض في البرنامج الرسمي لمهرجان "أفينيون" في فرنسا عام 2014.