رأس السنة الأمازيغية.. للثقافة حضورها

02 يناير 2018
أحمد الشرقاوي/ المغرب
+ الخط -
رغم مرور خمسة عشر عاماً على إقرار الأمازيغية لغة رسمية في المغرب، إلا أن الخطوات تبدو بطيئة في تنفيذ ذلك على الأرض، سواء في تعميم تدريسها على جميع المدارس في البلاد، أو في إدخال التراث الأمازيغي ضمن المناهج الدراسية، بسبب تأخّر إقرار القانون التنظيمي المتعلّق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للمواد الدستورية ذات الصلة.

العديد من مطالب تمكين الأمازيغ تتبناها جمعيات ثقافية وحقوقية وقوى سياسية، منها إقرار الثاني عشر من كانون الثاني/ يناير من كلّ عام عيداً وطنياً ويوم عطلة بمناسبة رأس السنة الأمازيغية، على غرار ما قامت به الحكومة الجزائرية هذه السنة.

يعود التقويم الأمازيغي إلى 2968 سنة مضت، حيث استخدم لمئات السنين من أجل تنظيم المواسم الزراعية في الحضارات القديمة في شمال أفريقيا، وله تسميات عدة هي "ينّاير"، و"أيض سكاس"، و"حاكوزة"، و"تابّورن ننّاير"، وهو يوم انتصار الملك شيشناق الأمازيغي على الفرعون رمسيس الثاني، وتأسيسه للأسرة الفرعونية الثانية والعشرين عام 950 قبل الميلاد، والتي استمر حكمها في مصر قرابة مئتي عام.

إلى جانب دعوات الناشطين السياسيين، تبدو الثقافة حاضرة في أشكال متعدّدة أولها الاحتفاء بهذه المناسبة في عدد من المدن المعربية، لكن تغلب على هذه الفعاليات التي تنظّمها جمعيات ثقافية الطابع، الاحتفالية بتقديم الأغاني وتبادل الأطعمة وتكريم عديد من المناضلين.

من أبرز التظاهرات تلك التي تحتضنها مدينة مكناس في السادس والعشرين من الجاري، حيث تُعقد الدورة الخامسة من "المهرجان الدولي للسنة الأمازيغية" حول موضوع "حوار الثقافات وسؤال الهوية"، ويستمر لثلاثة أيام.

المهرجان، الذي ينظمه "مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم"، يتضمّن ندوة دولية تأسيسية في موضوع الدورة، بمشاركة مفكّرين من المغرب، وتونس، ومصر، واليمن، والعراق، والجزائر، وفلسطين، وسورية، ولبنان، والكويت، وفرنسا، إضافة إلى المغرب.

كما يشتمل البرنامج كما الدورات السابقة، على محاضرات وأمسيات شعرية وعروض مسرحية وسينمائية تتناول جميعها قضايا المواطنة والذاكرة الشعبية، في إطار سعي المنظّمين لانفتاح الثقافات الأمازيغية على ثقافات العالم.

المساهمون