بهنس.. صديق الرصيف وقتيله


12 ديسمبر 2014
محمد حسين بهنس (1972 - 2013)
+ الخط -

في الثاني عشر من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، مات التشكيلي السوداني متعدّد المواهب، محمد حسين بهنس (1972 - 2013)، متجمداً على أحد أرصفة القاهرة، ليطلق رحيله موجة كتابة "هستيرية"، عن برود إنسانية من حوله، والتجاهل الذي أورده الهلاك. كلٌّ يلوم الآخر، ويلوم، أيضاً، نفسه.

هي موجة بكاء استمرت طويلاً، ليس فقط في مواقع التواصل الاجتماعي، بل شكّلت مادة للصحف اليومية، والمواقع الإخبارية في السودان ومصر، واهتمت بها، كذلك، أكثر الفضائيات، الأمر الذي جعل اسم بهنس، فجأة، على كل لسان، فعرفه من لم يكن يعرفه من قبل.

تُرى، لماذا بكاه الجميع بهذه الحرقة؟ هل يبرّر موته جائعاً متجمداً على أرصفة مدينة تحتضن العدد الأكبر من السودانيين خارج الحدود، كل هذا العويل؟ ماذا وراء ما بدا، أيامها، وكأنه نزعة تكفير عن ذنب جماعي تجاهه؟ أهو إحساس بأن لكلِّ من عرفه وتجاهله أيام محنته يداً في موته؟

من أعمال الفنان



نعرف أن بهنس كان شاعراً، وروائياً، وتشكيلياً، وعازفاً، وملحناً، ومغنياً، الأمر الذي جعله في قلب الحركة الأدبية والثقافية في السودان، وبلدان أخرى، ومكّنه ذلك من الاحتكاك بعدد كبير من الفاعلين في المشهد السوداني، لذا يبدو أن التجاهل الذي جوبه به إبّان اكتئابه، هنا في السودان، ثم بعد أن أقام في القاهرة؛ كان المبرر – ربما – لكل ذلك الاهتمام "التعويضي" الذي حظي به موته، من قبل المثقفين في السودان وفي دول عدّة، كلهم تناول الرحيل المأساوي لفنان متعدد اسمه محمد حسين بهنس. 

سواء أكان جلدَ ذاتٍ، أو تطهريَّة رومانسية، أو إحساساً بذنبٍ أو تأنيبَ ضمير؛ تظل المفارقة في أن بهنس حصل على انتباه العالم بموته أكثر من حياته التي كرّسها لفعل الإبداع، ليمثل بذلك حالةً من "هتاف الموتى" كما يقول في أحد نصوصه الذائعة.

المساهمون