إصدارات.. نظرة أولى

10 سبتمبر 2019
ميرين تريفاثان/ أستراليا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين العمارة والتاريخ الإسلامي والأدب والرواية المترجمة والتاريخ واللغة والفلسفة والفنون.

■ ■ ■


"عبد الحليم إبراهيم عبد الحليم: عمارة الذاكرة الجمعية" عنوان كتاب يصدر قريباً عن منشورات الجامعة الأميركية في القاهرة للمعماري والأكاديمي جيمس ستيل. يتناول الكتاب تجربة المعماري المصري (1941)، مصمم أكثر من مائة مشروع ثقافي ومؤسسي حول العالم، بما في ذلك الحديقة الثقافية للأطفال في القاهرة التي حاز عنها جائزة "آغا خان"، وحرم الجامعة الأميركية بالقاهرة، ومسجد عثمان بن عفان في قطر. يعد الكتاب أول دراسة شاملة عن منجز عبد الحليم وقد استوحى الكاتب عنوانه من اشتغال عبد الحليم على الموروث في تحديد علاقة البشر بالمعمار.


"صعود معاوية: خلفيات الفتنة الكبرى - عهد عثمان" عنوان كتاب صدر أخيراً عن منشورات "الأهلية" للباحث حسام عبد الكريم، وهو يمثّل الجزء الأول من ثلاثية يتناول المؤلف في جزئها الثاني "حرب الجمل"، وفي الثالث "معركة صفّين". في هذا الجزء الأول يمسح عبد الكريم الفترة الممتدة بين 23 و41 هجري، أي بين تولّي عثمان بن عفّان الحكم ضمن ما يعرف بالخلافة الراشدة، وصعود معاوية "أميراً للمؤمنين". يعتمد العمل على قراءة لأمهات الكتب التاريخية العربية، والتي اعتبرت معظمها الفتنة الكبرى حدثاً مؤسساً في التاريخ الإسلامي.


صدرت عن "معهد الدراسات الشرقية" في بريشتينا، أخيراً، طبعة جديدة من كتاب "عن الأدب العربي" للأكاديمي أستاذ الدراسات العربية فتحي مهديو، وهو من الجيل المؤسس لقسم الاستشراق في جامعة بريشتينا / كوسوفو (1973)، وقد كان القسم الثالث من نوعه في يوغسلافيا السابقة. جاء كتابه هذا تلبية لحاجات طلبة الدراسات الشرقية واهتمامات القرّاء الألبان المعنيين بتاريخ الأدب العربي بعد ترجمات كثيرة قام بها من الأدب العربي قديمه وجديده ليعرّف بالأدب العربي وتطوره خلال 1500 سنة من الشعر الجاهلي وإلى الرواية المعاصرة.


بترجمة أنجزها إبراهيم اليعيشي، صدرت أخيراً عن منشورات "مسكلياني" رواية "ربيع في مرآة مكسورة" للكاتب الأوروغواياني ماريو بينيديتي (1920 - 2009). العمل صدر لأوّل مرة بالإسبانية في 1982 وهو خامس الأعمال الروائية للمؤلف وفيه يتناول تفاصيل حول واقع بلده تحت الديكتاتورية مع إضاءة حول تجربة المنفى التي عاشها المؤلف بالفعل. كتب بينيديتي ضمن أشكال أدبية أخرى مثل المسرح ("الريبورتاج"، "بيدرو والقبطان"..)، والشعر ("قصائد الآخرين"، "ذاكرة ورجاء"..)، والدراسات الأدبية والفكرية ("الواقع والكلمة"، "تمرين النقد"..).


صدر عن "المركز الثقافي العربي" كتاب "سهولة.. الفن الفرنسي للنجاح بلا جهد" للباحث الفرنسي أوليفييه بوريول بترجمة معن عاقل. يشير المؤلّف إلى أن من معاني الذكاء المكر، وهو ألّا تجابه الصعوبة وجهاً لوجه، وإنما أن تكتشف طريقة مراوغة تصل إلى الهدف بأيسَر السبل، بلا جهد وبأناقة، ويقترح الدخول في أسرار السهولة على الطريقة الفرنسية وتعلُّم ممارستها، مستعرضاً مقولات فلاسفة وكتّاب وفنانين ورياضيين مثل ديكارت، وجيل دولوز، وستاندال، وفرانسواز ساغان، وهيلين غريمو، وزين الدين زيدان، وجاك مايول، وسيرانو دي برجراك.


"هيرودوتس: تاريخ الكتاب الخامس" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة ليفربول" للمؤرخ البريطاني بيتر جي. رودس الذي يعود إلى كتابات للمؤرخ الإغريقي (484 ق.م - 425 ق.م)، حول الحروب مع الإمبراطورية الفارسية، ووضعها في سياق الصراع بين أوروبا وآسيا، وأسباب الهزيمة التي لحقتها، والأحداث والمحطات الرئيسية خلال تلك الأعوام، بدءاً من تمرد الإغريق الأيونيين ضد بلاد فارس، والعلاقة بين أثينا وأسبرطة حينها، انطلاقاً من عيشه في مدن متنوعة ومعرفته بشخصيات سياسية وعسكرية عديدة في ترحاله حول المتوسط.


صدر حديثاً عن "دار التنوير" و"مركز دراسات فلسفة الدين" في بغداد، كتاب "موضوعات في السوسيولوجيا الألمانية: نموذج ماكس فيبر"، للأكاديمي اللبناني حسن الضيقة، ويدرس فيه طريقة تناول المفكر الألماني للنظريات المعرفية، معتبراً أن القيمة العلمية التي تدعيها لنفسها مروحة واسعة من هذه النظريات المعرفية التي توصلت إلى صوغ قوانين مفسرة للواقع تحتاج دائماً إلى إعادة قراءتها والنظر فيها، كما يدرس تجربة فيبر في هذا السياق، ويقول إن الكفاءة المعرفية النظرية تبقى عرضة للنقد والتجاوز لكي لا تتحول المعرفة إلى وهم نظري.


صدر حديثاً كتاب "المعارك الأخيرة" للمخرج والممثل المسرحي الفرنسي جاك كوبو (1879- 1949)، بتنقيح ماريا إيناس أليفرتي وماركو كونسوليني، ويتناول فيه المؤلف يومياته خلال الفترة بين 1929 و1949. عاش كوبو في تلك الفترة في العزلة العميقة، تأمل فيها الحالة العامة للمسرح على نحو واضح وصريح. كما سعى من خلال تأملاته إلى رسم مكان المسرح ومؤسساته في ثقافة الترفيه التي تتطوّر بسرعة (ظهور الحديث في السينما والتلفزيون). كما يكشف الكتاب عن علاقة كوبو بالثقافة الإيطالية ويدرس نصوصه خلال الفترة الأولى من الاحتلال الألماني لبلاده.


يصدر قريباً عن "منشورات جامعة كولومبيا" كتاب "الفلسفة والذاكرة"، للأكاديمي داستن بيون، يتناول العمل الذاكرة كأساس للفكر الفلسفي. يدعو بيون إلى عقيدة "الذاكرة كفلسفة" التي تربط التذكر الفلسفي بالعودة إلى حكمة الفكر، يعتمد الجزء الأول من الكتاب على عمل الفلاسفة من شيشرون إلى فيكو إلى برغسون للتعبير عن معنى وأهمية الذاكرة. أما الجزء الثاني فيتناول التاريخ الفلسفي للذاكرة. ويقدم فيه نظرة عامة على دورها كأداة وتقنية من اليونان القديمة حتى عصر النهضة في أوروبا. ثم مع ظهور الحداثة والفلسفة النقدية لديكارت، وفي الفصل الأخير يناقش هيغل كفيلسوف للذاكرة.


عن "دار الشروق"، صدرت حديثاً طبعة ثانية من كتاب "اللغة العربية في العصر الحديث: قيم الثبوت وقوى التحوّل" للناقد الأردني نهاد الموسى، الذي يقارب مجموعة تساؤلات مثل: هل يعني العهد الإلهي بحفظ الذكر الحكيم – بما هو صوته من التغيير والتبديل – تلقائياً، وبالضرورة، حفظ العربية بهذا المفهوم؟ أحقاً أن عربية التراث العربي الإسلامي تشبه أن تكون معاصرة وأن زمان العربية في صيرورتها دائري؟ وما دور الهوية القومية ومشروع الوحدة العربية في هذا الشأن؟ وما مقدار فعاليته في حفظ العربية بما هي رمز؟


"أسرار الأحجار" عنوان الكتاب الذي صدر للباحث أحمد الحلواني عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، ويتناول القيمة الكونية للحجر التي يجهلها معظم الناس لارتباطها بعدد من العلوم السرية الأخرى، ويحلّل مسمياتها المتداولة، وتاريخ فهم تداول وتأثير تلك الأحجار على الحياة البشرية أو الكونية من مصادر تاريخية متنوعة، مرفقاً بجداول توضيحية وصور فوتوغرافية وتأثيراتها المختلفة طبقاً لما ينبعث منها من أشعة كونية، وانقسامها إلى مجموعات وعائلات مختلفة سواء من ناحية التركيب أو اللون أو الانتماء، والدلالات السحرية للأحجار.

المساهمون