استعادة العدواني تعيد إلى الأذهان مؤسّس سلاسل "عالم المعرفة" و"عالم الفكر" و"المسرح العالمي" و"الثقافة العالمية"، وهي سلاسل ما زالت اثنتان منها تصدران إلى اليوم وقد أثرت في أجيال ورفدت المكتبة العربية بأمهات الكتب في مختلف حقول المعرفة والأدب ومن ثقافات مختلفة.
الاستعادة تلتفت بالتحديد إلى تجربة العدواني في كتابة قصائد غنت منها أم كلثوم "أرض الجدود" و"يا دارنا يا دار" وكلتاهما لحّنهما رياض السنباطي، وهما أغنيتان وطنيتان عن الكويت. وألف أيضاً أغانيَ لعبد الحليم من أبرزها "يا فرحة السمار"، كما غنّت له نجاة الصغيرة "يا ساحل الفنطاس".
ومن أغانيه التي أداها مطربون خليجيون "دوبي أطوف الليالي" لعوض الدوخي، و"سلوا الكاعب الحسناء" التي لحّنها أحمد الزنجباري، كما غنى له شادي الخليج أيضاً "ياللي مشغل بالي" و"فرحة العودة" و"هولو"، و"صدى الماضي" التي غناها غريد الشاطئ.
ينتمي العدواني إلى الجيل الذي إن كانت الثقافة هي همّه، فينصرف إلى التأثير على قدر ما يستطيع في كل حقولها، بل وفي أي بلد عربي يوجد فيه، من هنا، نجد طالب جامعة الأزهر في القاهرة ينشئ مع أصدقائه مجلة "البعثة" الثقافية الطلابية عام 1947، وحين يعود إلى بلاده يقترح تأسيس "المعهد العالي للفنون الموسيقية" وهي فكرة ستجد من يدعمها ويوكل تنفيذها إليه.
صدرت للعدواني ثلاث مجموعات شعرية أولاها "أجنحة العاصفة" عام 1980، و"أوشال" التي جُمعت ونشرت بعد رحيله عام 1996، وكذلك "صور وسوائح"، وتذكر زوجته أنه كان يرفض نشر مجموعتيه الأخيرتين في حياته، لذلك جرى جمعها بعد رحيله من أصدقائه.
قام العدواني بكتابة النشيد الوطني لبلاده الكويت، ويورد الكاتب حمد عبد المحسن الحمد في مؤلف بعنوان "أحمد مشاري العدواني.. من الأزهر الشريف إلى ريادة التنوير" الصادر عن سلسلة "المجلة العربية" قصة كتابة النشيد الوطني الكويتي، فقد كان أول نشيد وطني بين عامي 1921 و1950 من تأليف معلم في مدرسة، وقامت المطالبات في السبعينيات باعتماد نشيد وطني، فكتب العدواني النص الذي لحنه ابراهيم الصولة، وأصبح النشيد الوطني للكويت منذ عام 1978.
ربما تكون تجربة العدواني التنويرية وانهماكه وانغماسه فيها، ومن خلاله تجربة الدور الثقافي العربي المؤثر الذي لعبته الكويت في الخمسينيات والستينيات، هي أكثر ما ينبغي الالتفات إليه واستعادته، إلى جانب التركيز على تجارب عربية مشابهة، خاصة في خضم أزمة ثقافية يرافقها هوس وشيوع لمصطلح "التنوير" على غير دراية بأي طريقة ومن أين يمكن أن نترجم هذا التنوير في راهننا الصعب إلى واقع.