هذا مقطع من مجموعة "مجنون ليلى" (1996) للشاعر البحريني قاسم حداد (1948)، والذي أعاد من خلاله قراءة القصة التي تعيش منذ قرون في التراث والمخيال العربي الشعري والحكائي، بوصفها قصة حب مستحيلة أسفرت عن أجمل قصائد الغزل والحنين التي كتبها الشاعر قيس بن الملوح والذي يقدّر أنه عاش ما بين 645 و688 ميلادية.
وقيس أحد أشهر المتيّمين في تاريخ الثقافة العربية، وإذ استعاده الشاعر البحريني في عصرنا، فأن النص المعاصر يعاد تقديمه اليوم في شكل إبداعي آخر، وتظلّ قصة المجنون من أكثر القصص تداولاً حالها لا يختلف عن حال مسرحية "روميو وجولييت" الشكسبيرية، ومن هنا يمنح الفنان المسرحي الفلسطيني عامر حليحل، من خلال شعر قاسم حداد "قيس وليلى" حياة جديدة.
"أخبار مجنون ليلى" عنوان العرض الذي يقدّمه حليلحل، عن نص حداد، عند السابعة والنصف من مساء اليوم على مسرح "يونيتي" في ليفربول، ضمن "مهرجان ليفربول للفنون العربية"، والذي يقام تحت شعار "ظل وضوء" ويتواصل حتى 14 من الشهر الجاري.
يعيد النص والعرض المسرحي الذي يقدّم بالعربية والإنكليزية تفسير قصة الحب والعاطفة والرغبة غير المحققة مع أداء صوتي معاصر وأداء حي لـ رحاب عازار وكريم سمارة على العود.
في حديث إلى "العربي الجديد" يقول حليحل "تعودنا في السنوات الٱخيرة أن نروي في عروضنا قصة الحرب الدائرة في محيطنا العربي، حتى أن العالم كله أصبح يطلب قصة الحرب منّا كي نرويها له كأننا خبراء الحرب الوحيدين في العالم".
يكمل "كأن العالم قبل 80 سنة تقريباً لم يقم بأكبر حرب راح ضحيتها الملايين ونحن كنا من ضحايا تلك الحرب التي ما زلنا نعاني من نتائجها. لذلك صممنا هذه المرة أن نروي قصة الحب ونقول للعالم إننا خبراء حب أيضا تماماً مثلكم إن لم نكن أكثر خبرة".
عن خيارت المسرحي من النص الأصلي، الذي جرت ترجمته إلى الإنكليزية من قبل فريال غزول وجون فيرليندن، يقول حليحل "انتقيت معظم نصوص المجموعة لكن رُتبت واُعدت بشكل جديد يلائم عملا أدائياً".