"بيروت الثقافية": سياحة عابرة في المدينة

29 يونيو 2017
(من عرض "رواية بيروت" في افتتاح الدورة السابقة)
+ الخط -
لم تأت الدورة الثانية التي تنطلق اليوم بمضمون مختلف عمّا جرى تقديمه العام الماضي، إذ تعتمد "مهرجانات بيروت الثقافية" التي تتواصل حتى السابع من تموز/ يوليو المقبل على خلطة من الحفلات الغنائية التجارية والأنشطة الرياضية والترفيهية تحت شعار "ضخ الفرح في كل شوارع المدينة وأحيائها".

يبرع القائمون على التظاهرة في تسويق تعريفهم الخاص لـ"الثقافة"، والمتمثّل في "دعم الاستثمار الثقافي عبر توفير فرص عمل وتنشيط صناعات شعبية متنوّعة"، و"إبراز هوية بيروت التاريخية والسياسية والثقافية والسياحية"، ويبدو الوجه الأخير لهويتها هو الهدف الرئيس الذي لا يتحقّق رغم وجود العديد من المهرجانات التي تركّز على هذا النوع من الفعاليات.

يتضمّن المهرجان عرضين أساسين يتناولان تاريخ العاصمة اللبنانية، جرى تنفيذهما بأحدث التقنيات البصرية والسمعية، أوّلهما بعنوان "بيروت رحلة عبر الزمن" ويرافقه عزف أوركسترالي ولوحات راقصة، والثاني عمل تحريكي موجّه للطفل، ويحمل عنوان "ألوان بيروت"، وفي كليهما يطغى الطابع الاحتفالي على أية أبعاد ثقافية أعمق.

في بلد يعيش نصف أهله في المهجر بسبب الحروب والنزاعات الداخلية التي عصفت به، يروي عرض "بيروت رحلة عبر الزمن"، الذي يؤدّيه 30 راقصاً و70 عازفاً "رحلة شخصية من أصول لبنانية تحقّق أمنية والده بزيارة بلده الأم، وفي عودته يكتشف الروائع التي شكّلت بيروت عبر العصور".

أمّا "ألوان بيروت" الذي صمّمه وأخرجه إميل عضمي، فيُعرض على شاشة مجسّمة ثلاثية الأبعاد في العالم، بأسلوب تعليمي يفصّل تاريخ لبنان وتنوّع طبيعته وسكّانه يعتمد الأغنية والموسيقى في إيصال المشاكل البيئة التي يعاني منها لبنان، كما يستعيد العمل عدداً من الشخصيات التراثية، منها "أبو قش البيروتي" و"تيتا شختورة" وغيرهما.

تهدف "مهرجانات بيروت الثقافية" التي تنظّمها "جمعية بيروت الثقافية" (ترأسها لمى سلاّم زوجة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق)، حسب المنظّمين، إلى "الحفاظ على العاصمة اللبنانية حاضنةً ثقافية للأحداث المهمة في لبنان والعالم العربي". لكن اللافت أنها لم تُعلن ضمن برنامجها عن فعالية ثقافية واحدة.

المساهمون