سجون صغيرة

30 سبتمبر 2015
أحمد درّاق السباعي / سورية
+ الخط -

حيثما يكون الاحتلال، يحضر المُعتَقل، سواءً ككتلة مادية مُسيّجة بالقضبان واليأس، أو كرمز يختصر اعتقال الإنسان والوطن وتجريدهما من الحريّة والكرامة. وحيثما يكون المُعتقل، سنسمعُ صوتاً ما يُترجمه أدباً.

سيكون من الطبيعي، إذن، أن نقرأ من فلسطين والعراق وغيرهما من البلدان التي عاشت أو تعيش تجربة الاحتلال، مئاتٍ من الأعمال الأدبية التي تناولت السجن. لكننا سنجد هذا الأدب على امتداد البلاد العربية التي نالت استقلالها، دون أن ينال فيها الإنسان حريّته، بل أصبح الوطن فيها امتداداً لسجونه الصغيرة.

هكذا، ينقلنا عبد الرحمن منيف وصنع الله إبراهيم إلى ظلمات الزنازين العربية في "شرق المتوسّط" و"الشرف" وتخبرنا "القوقعة" لمصطفى خليفة عن 13 عاماً من السجن والتعذيب في سورية التي يعيش فيها "أدب السجون" عصره الذهبي.

وفي روايتها، "خمس دقائق وحسب"، تروي هبة دبّاغ معاناتها داخل السجون السورية، بدأت حين طلب منها رئيس المخابرات الحضور لتحقيق يستمرّ خمس دقائق، فعادت إلى بيتها بعد تسع سنوات.

تلك التجارب التي تأخذنا إلى عالم غير إنساني تجعلنا نتأكّد، مرّة أخرى، أنه "ليس على هذه البسيطة مخلوقٌ أشدّ قسوةً وهمجية من الإنسان"، كما جاء في رواية "تزممارت" لأحمد المرزوقي، والتي نقل فيها 18 سنة من الاعتقال بعد محاولة انقلاب ضدّ الحسن الثاني.


اقرأ أيضاً: أخي العزيز أبو عمر.. تحية وبعد

المساهمون